+ A
A -
باهتمام بالغ وتدبر عميق قرأت لأكثر من مرة الكلمة الافتتاحية لمؤتمر حوار الشباب بالأمم المتحدة التي ألقتها سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ذلك لأنها دارت حول العاملين الرئيسيين لنهضة الشعوب وتقدمها وتغييرها إلى الأفضل، هما أولا عامل الشباب الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تنفيذ المشاريع التنموية، وتحويل الأفكار ونتائج البحوث والدراسات إلى منتج وطني يرتقي بالدولة ويعزز الجوانب العملية، وثانيا التعليم النوعي الذي لا يعتريه خلل أو نقصان في أي من جوانبه، لأن الشباب بالتعليم هم كل شيء، وبغير التعليم لا شيء، بل فريسة للجهل والمرض والضياع وارتفاع معدلات البطالة مما يشكل عبئا إضافيا على مؤسسات الدول المختلفة.
فعندما نقرأ في كلمة سعادتها التأكيدات على أن مؤسسة قطر تنظر إلى الشباب على أنهم القوة التي تحقق التغيير الإيجابي، وأنها أي المؤسسة توفر التعليم النوعي الذي يمكنهم من مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، تقر أعيننا وتطمئن قلوبنا على مستقبل أجيالنا خصوصا ونحن نرى الاهتمام البالغ بالشباب والتعليم النوعي وقد اصبح واقعا معاشا في قطر الآن، ولا أذيع سرا إذا قلت إن اهتمام الشباب بالتحصيل العلمي النوعي قد تضاعف في زمن الحصار، مما يؤكد أن لدى شبابنا القدرة الفائقة على استشراف المستقبل، والاستعداد لأية منحنيات أو منعطفات مفاجئة في طريقنا إلى هذا المستقبل الأكثر إشراقا وازدهارا بإذن الله.
ما قدمته مؤسسة قطر لدولتنا الحبيبة من خدمات جليلة لا تخطئه عين، ومن أبرز وأهم هذه الخدمات تفعيل دور التعليم النوعي باعتباره أساس الحياة العملية والتعليمية، والذي من خلاله يتم تزويد أفراد المجتمع بالأفكار والاتجاهات والمهارات وأخذ زمام المبادرات عبر الوسائل المختلفة، مما أسهم بشكل أساسي في تقليص الفجوة بين التعليم والتوظيف إلى حد كبير كادت أن تتلاشى معه، فها نحن نرى خريجي المؤسسة في مجالات وميادين العمل المختلفة كالنجوم الزاهرة، وقد تحلوا بالعلم والأخلاق والعمل والإتقان، ذلك لأن عمل المؤسسة يرتكز على عدة أهداف منذ انطلاقتها تتجلى في السعي الحقيقي للحاق بركب التعليم المتطور، من خلال الأخذ بكل ما هو جديد على الساحة الدولية في المجالات العلمية والتعليمية المختلفة، والتي ترتبط بالتعليم النوعي، كذلك تقديم مخرجات واعتماد معايير تساهم في وضع حلول جذرية للقضايا التعليمية المعاصرة، والوقوف على آليات ربط التعليم النوعي بمتطلبات المجتمع القطري، بل والمجتمع العربي والدولي من خلال فروع لكبريات الجامعات والمعاهد والأكاديميات في العالم والتي كانت حلما لكل راغب في العلم والتميز والتفرد.
مستقبلنا أكثر إشراقا وازدهارا بإذن الله هذا ما خلصت إليه مع كلمة سعادة الشيخة هند، فلنقبل عليه بكل همة عالية وعزيمة صلبة لا تلين.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
03/06/2018
2707