+ A
A -
لأنها تلامس قلوب وعقول الشعوب، وتمثل خريطة طريق لتحقيق آمال وتطلعات الكثيرين على كوكب الأرض، لا تزال كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، أمام الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يتردد صداها حول العالم، فما ينشده الناس في كل مكان لا يتعدى حياة ينعمون خلالها بالأمن والاستقرار، والتخلص من الحروب، والتغلب على النزاعات، وتحقيق التقدم الاقتصادي، والصحة، والتعليم.
وكان من البديهي والطبيعي أن يعيد سموه على أسماع العالم أن شعب قطر لا يزال يتعرض للحصار الجائر من الأشقاء في دول الجوار، بحجج وذرائع لا أساس لها من الصحة، ولكن بناء على نوايا مبيَّتة وقرصنة رقمية دُبِّرت بليل، وادعاءات باطلة تكشفت ولا تزال تتكشف للعالم يوما بعد يوم، وغير هذا مما شكَّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقواعد العلاقات بين الدول، فضلا عن قِيَم شعوب المنطقة وأعرافها.
إننا كشعب قطري نعتز ونفخر بهذه الكلمة التي تمثل قطر، وتقول للعالم أجمع إن هذا الخطاب الذي ألقاه «تميم المجد»، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكل خطابات سموه في المحافل الدولية والمناسبات الوطنية، هي أقوال تؤكدها وتعززها الأفعال، فرغم هذا الحصار ولجوء الدول الشقيقة إلى محاولات مشينة لعرقلة مسيرة التنمية لدينا إلا أن دولتنا بفضل توجيهات قائدنا لا تزال تتصدر دول المنطقة في المؤشرات والتقييمات الاقتصادية التي تصدرها مؤسسات عرفت بالتجرد والموضوعية والنزاهة.
ولأن كلمة «تميم المجد»- حفظه الله ورعاه، أقوال تؤكدها الأفعال، فقد أعلن سموه للعالم أجمع عن اتفاق قطر مع الأمم المتحدة على محاربة مرض الكوليرا في اليمن، وذلك من خلال دعم مشاريع ذات علاقة بمكافحة أسباب المرض ووقف انتشاره، ولا شك أن العالم أجمع يعرف السبب الرئيسي في تفشي هذا المرض بين الأشقاء اليمنيين، وحصد مئات بل آلاف الأرواح البريئة منهم، وخاصة الأطفال، إنها الحرب الطاحنة هناك، والنار المستعرة التي يصب أطرافها الزيت عليها لتزداد اشتعالا، بدلا من أن يتوقفوا قليلا ويراجعوا حساباتهم، وبالتالي يعيدون هذا البلد العزيز إلى سابق عهده وجمال اسمه «اليمن السعيد».
ها هي قطر في اليمن تصلح ما أفسدوه، وتعمر ما خرَّبوه، وتبني ما هدَّموه، من خلال الحفاظ على صحة المواطنين اليمنيين، فالإنسان إذا ما كان صحيحا معافى التفت وتفرغ للإصلاح والبناء والتعمير، فهل هناك ما هو أهم من الصحة كي ينهض أصحاب الضمائر لإصلاحها إذا اعتلت أو تهدمت!، فليشهد العالم وليعرف الشعب اليمني الشقيق ماذا تقدم قطر لليمن، وماذا يعبث فيه مفسدوه، ومما لا شك فيه أن الشعب اليمني وقف على الحقيقة الآن، ولن يدع الذين أفسدوا حياته يفلت دون عقاب، فمهما طال الليل لابد من طلوع الفجر.
ولأن قطر بلد الأقوال التي تعززها الأفعال دافع سموه عن حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي، فلم تعد هناك أرض محتلة في هذا العالم إلا أرض فلسطين، وقد حان الوقت لأن تعود هي الأخرى إلى أصحابها، مؤكدا أن قطر قدمت ولا تزال تقدم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ليكون دورها فاعلا، ولا شك أن شعب فلسطين يدرك دور قطر الفاعل مثلما يدرك دور من يكتفون بالشعارات الجوفاء الخالية، والتصريحات الطنانة والشعارات الرنانة، ولا يجرؤون على اتخاذ خطوات فاعلة تساعد الشعب الفلسطيني في مسيرة نضاله لاستعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ولأن قطر بلد الأقوال التي تؤكدها الأفعال، فقد تعهدت بمبادرة لم تجرؤ كبريات الدول على التعهد بمثلها، وهي الالتزام بتعليم عشرة ملايين طفل حول العالم وتوفير التمكين الاقتصادي لنصف مليون من شباب المنطقة!.
من فضلكم توقفوا قليلا وتأملوا الرقم من جديد «تعليم عشرة ملايين طفل حول العالم» لانتشالهم من براثن الجهل والمرض والتخلف والبطالة، إنها مبادرة من أنبل المبادرات، ورسالة من أجمل الرسالات، وهذا ما تنادي به أرقى الثقافات، وتنشده أعظم الحضارات.
أما عن الإرهاب فإن دولة قطر من أوائل الدول المكافحة له وأبرمت اتفاقيات لذلك، لكن تبقى مشكلة عدم توافق بين الدول على تعريف الإرهاب وتحديد من هم الإرهابيين، فحول العالم كثير من المنظمات والحركات تصنفها بعض الدول إرهابية بينما تصنفها دول أخرى وطنية، وحلا لهذه المعضلة قدم أميرنا حفظه الله ورعاه قائمة حلول كفيلة بأن تقتلع الإرهاب من جذوره ويعيش العالم في سلام في مقدمتها تعليم الشباب ومشاركتهم الشاملة، فهما يشكلان خط الدفاع الأول لنظام الأمن الجماعي، وأحد العوامل الهامة لمكافحة الإرهاب وبناء السلام والاستقرار.
هذا ما تقوم به قطر في الوقت الذي انشغل فيه غيرها بالتجسس والدسائس والقرصنة، وإيقاظ الفتن وإشعال الحروب التي أتت على مقدرات الشعوب وقضت على الأخضر واليابس، مثلما نرى في اليمن وسوريا وليبيا، والله المستعان.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
01/10/2018
2953