+ A
A -
بحبر الدكتورة سعاد درير

شيء مألوف أن يَراك الآخَر تَتَهَوَّر في حياتك اليومية وأنتَ تحبو في اتجاه خط أحلام اليقظة وكوابيسها تلك التي يَفرضها مثلث المراهَقة، لكن ما عساها تَكون حالكَ وأنتَ تَستعرض عضلات صدر المنطق الْمُضْمَرَة أصلا في ظِلّ غفلتك عن الانتباه إلى أنك تَتهور في أوج النضج على مرأى ومسمع، بينما يصور لك عقلك الخارج عن نطاق زمن التغطية أنك تمارس حقك الطبيعي في النظر إلى الأمور قبل أن يَشرع أهل العقل والحُكم والحِكمة تباعا في أن يُدِيروا الظهور..
ماذا ستَقول لهم، وبأي دِينِ عقلٍ ستُفسر لهم شريعتك أنت المتسلل إلى خانة اللاَّمِلَّة واللاعقل؟!
بأيّ كِتاب ودليل ستُبرر مواقفَ الإدانة والتنكيل تلك التي تضع فيها كل مَن سَوَّلَ له شيطان عقله أن يُبارز ماردَ ريحك العاتية جهارا وعلانية؟!
أحدث صيحة في لعبة النيل مِن خصمك على حلبة الـ «كَاتش» الوهمية حِرْصُكَ كُلّ الحرص على تَفقير وعي المشاهدين مِن باب طَمْس معالِم الحُجة والبرهان تلك التي تُقنِع الإنسان بضُلوعك في الغرق في وحل الزج بخصمك في بحر الظلمات..
الأشدّ سوادا مِن ظلمة العين ظلمة القلب والعقل تلك التي تُوصِد نافذةَ الحكمة وتُعَطِّل بوصلةَ الإحساس بالناس وتَستدرجك شيئا فشيئا إلى قمع الأنفاس مَهْمَا أخلصَتْ لدائرة تواجدك قبل أن تَفطن هي إلى أن الفطنة لا تخرج عن النص الغائب..
إنها صناعة الفشل تلك التي تُبَنِّج عضلةَ قلبك وتُهَيِّج جهازك العصبي حدَّ أن تَدق المسمار الأخير في نعش العقل قبل أن تَمضي في التلويح بوقفات النِّد للنِّد في زمكان يستعرض بطولة الإنسان من باب بيع الوهم لصَيَّاد الأمل..
مِن غير الحكمة أن تَصفقَ بابَ الوعي وتُبَعْثِرَ ملفات العقل وتُدَحْرِجَ كُرَةَ الحكمة بعيدا عن قلعة المنطق لِتُثْبِتَ لجوقة المهرجين التي تُسَيِّجُ نُقْطَتا تفسيرك مُصَفِّقَةً بلُعابها الذي يَسيل لٍفُتات طاولتك النقدية وهي تُحَرِّضُك بلسان التشجيع على المضي في إسقاط آخِر رافعة لبناء الوعي..
أولئك الذين يُصَفِّقُون للمصارَعة الحُرَّة قد يَنتشون برقصك على حبل الجنون، لكن لكل مهزلة ضريبة وثمن لا شك في أن الواحد سيَدفعه كما هم بالمثل سيدفعون..
مَن قال إن عين الرقيب ستَسمح بالتمادي في تَنْويم حمام السلام المتأهب لسفر في سماء الحرية تلك التي تُعَجِّل بالإمطار مطر اليقين؟!
ومَن سيُصَدّق يا صديقي أن ما بين قوسين سَنَقْوَى على أن نَكنسَه بمكنسة السنين؟!
نافِذَةُ الرُّوح:
- «زارِع الشَّوك لا تَنتظرْ منه أن يَعِدَ بعِطر الورد».
- «أوراق الخريف تِلك التي يُرَتِّب لموعدها السَّلَف هي ذاتها ما يَجْنِيه الخَلَف».
- «لن يَقول قارئ فنجان الواقع العربي أكثر مِن أن إبادةَ الوعي عنوان للطوفان القادم».
- «كوميديا التَّعَرِّي تلك التي تُكْتَبُ اليوم سَمِّها بدايةَ النهاية في سباقك الماراثوني نحو كأس عالمك».
- «دَعْوَتُك إلى تهريب رغيف الحرية تَواطؤ ضد بُناة الوعي».
- «صَمْتُك عن الإيمان بالقضية جريمة نائمة».
- «شيء مِن الإيمان بالخُضوع حِكمة في مَرايا العَتمة».
copy short url   نسخ
11/10/2018
3050