+ A
A -
بحبر الدكتورة سعاد درير
قد لا تَحتاج إلى عصا سحرية لِتَصْنَعَ تاريخا يَليق بِكَ، لكنك ستَحتاج إلى رِجال، رِجال بهم يَنبغي أن تُضْرَبَ الأمثال، ومنهم يُنْتَظَر أن تُتَّخَذَ القُدْوَة، بعيدا عن عباءات الخوف تلك الْمُعَلَّقَة على حبلِ غسيلِ زمن القَسوة..
صَدِّقْ يا صديقي أنك لَسْتَ في حاجة إلى «ضَرْبَةِ سِمْسِمْ» لِتَفْتَحَ مغارةَ الحِكمة، لكنك في حاجة إلى قِراءةٍ وتَأَمُّلٍ في حَصادك اليوم لِتُعِيدَ النَّظَرَ في أوراق الآتي قبل أن يَأْتِيَ، ومِن ثمة تُعيد ترتيبَ أوراقك التي سَبَقَ أن بَعْثَرَتْهَا «خِفَّةُ الرِّجْل»..
الأخطاء المصيرية تَقود إلى انقلاب الرُّوح على الجسد، وخُطَّةُ العقل غير المدروسة، بما يَكْفِي، لا شكّ في أنها ستَأْذَنُ لحذاء القلب بأن يَدُوسَ بَطْنَ المنطق الزاحف ذاكَ الذي جَرَّبَ الطيران، خلسةً، بلا أجنحة لن يَسمح الزمنُ إلا بأن يُقَلِّمَ أظافرها..
أمَّا الطامِع في القبض بين يديه على كل شيء، فلن يَهُونَ عليه لأجل ذلك شيء، بل إن أَدْنَى ما تَجْرُؤُ عليه العينُ أَقْصَى مِنْ أَنْ تُمَرِّرَهُ حقيبةُ فُصول قانون القلب..
في صحراء الغُربة، لن تَطيبَ لك فاكهةُ شتاءِ اللاَّحُبّ.. وتَحتَ بنادق ورصاص الحرب النفسية التي تَشتعل بين ضلوعك، لا تُجَرِّبْ أن تَنصب لك خيمةً وتُمَنِّيَ نَفْسَكَ بلقاء يَجمعك بقافلة النجاة..
سُطور الألم تَكْتُبُكَ نَصّا مبتورا على هامش جرح الْمُعَذَّبِين.. وألوان الزيف، تلك التي تُحَرِّرُها على جدران الصمت، لا تُفَكِّرْ في أن تَرسم بها وردةً..
خانَكَ العِطْرُ يا مَنْ سَبَقَتْكَ رائحةُ غضبك النَّتِنَة إلى أُنُوف يُكَذِّبُها غباؤهم، وخانَكَ الحِسُّ يا مَنْ تَعَوَّدَتْ أرائك أصابعك على أن تَتَدَحْرَجَ فيها كرياتُهم الحمراء والبيضاء..
مَنْ قال إن عيونَ قلب المظلوم تنام؟!
مَن قال إن نَشيدَ الحرية لا يُسافر في آذان تُرَتِّبُ للحقيقة طاولة؟!
مَن قال إن ليلَ الجهل لا يَنجلي؟!
مَن قال إن أيادي الباطل الخَشِنَة تلك لا تَخْدِشُ مِرآةَ الحَقّ؟!
مَن قال إن حَبْلَ الغموض لا يُنْهِي تاريخَه مقصُّ اعتراف؟!
مَن قال إن لسانَ الألم لا يَلجمه أمَل؟!
مَن قال إن الصدقَ هَوَتْ شمسُه؟!
مَن قال إن الغُرباءَ يَذوب جليدُ حنينهم تَحتَ الثَّرَى؟!
مَن قال إن فَراشَ الوصل ضَلَّ الطريقَ إلى سماء القلب؟!
مَن قال إن الدفاترَ القديمة تَنْحَنِي للنسيان؟!
مَن قال إن سَقْفَ الانتظار لا يَؤُولُ إلى السقوط؟!
ومَن قال إن كُلَّ ما تَدْفِنُه مقبرةُ الماضي لا يَسْتَيْقِظ؟!
نافِذَةُ الرُّوح:
- «فارغةٌ سنابل الحِكمة في الأرض المالحة».
- «ما أَقْسَى أن يَضْرِبَ لك الإحساسُ موعدا مع الورد الذي يُدْمِي قَطْفُه».
- «بَحْرُ الوجَع كَمْ يَلزمه مِن اِسْفَنْجَة لِشَفْطِه!».
- «مِنْ أَيْنَ لَكَ بإِبَادَةٍ تُهَدِّدُ خَيْلَكَ الراَّكِضَة في ساحة الصَّمت؟!».
- «أَمْطِرْ، أَمْطِرْ يا غَيْمَهُ الهارب مِنْ قَبْضَةِ الحِصار قبلَ أنْ تَعْبُرَ بِنا مُحِيطَ الانتظار سُفُنُ الرَّغبة».
- «بَيْنَ قِطْعَةِ الجُبن الذي يَلَذُّ لكَ، وطَبْعِ الجُبن الذي تَلَذُّ له، هناك فَمٌ واحد».
- «أَعِدْنِي إليكَ يا كَوْكَبِي الْمُهَرَّب قَبْلَ أنْ أَدُورَ حَوْلَ نَفْسِي».
copy short url   نسخ
25/10/2018
2756