+ A
A -

حسب علمي المتواضع بدأت حركة المسرح المدرسي في قطر بشكل عام في السبعينيات، من خلال المدارس الحكومية، ليستمر بنشاطه مع مرور السنين، شاركت أنا - كاتب هذه السطور - في العديد من بطولات بعض المسرحيات التي تم عرضها على خشبة مسرح التوجيه المسرحي الكائن مقابل دار الكتب القطرية، أذكر من المسرحيات «أسيد بن خضير» و«أريد حلاً» وغيرها، مع زملاء أعزاء أحباب وقتها منهم الإعلامي القدير صالح غريب الله يحفظه.
المسرح المدرسي أفرز كوكبة من الفنانين والنجوم المحليين العاملين في هذا المجال وفي الإعلام، والذين أثروا الفن المسرحي في قطر بالكثير من الأعمال، ثم حدث انقطاع مع الأسف في حقل المسرح المدرسي أجهل أسبابه، نوع من الجمود وربما التجاهل لهذا الفن استمر فترة من الزمن، ليعود بعدها ويستأنف نشاطه بفضل الرؤية الثاقبة لصنّاع القرار التعليمي ووضوح رؤيتهم ليعود للمسرح المدرسي بريقه من جديد، إن المسرح المدرسي فن وثقافة وتربية وتعليم، وأداة تعليمية، تمنح الطلبة مساحة من الحرية والتنفيس وإظهار الملكات الإبداعية المختلفة، تقول الدكتورة القديرة أمينة إبراهيم الهيل المتخصصة في الجانب النفسي والتربوي والصحة النفسية أن المسرح المدرسي يلعب دوراّ ايجابياّ مما يعلي الحس القيمي والتربوي لدى الطلبة والذي يسهم في تقوية سلوكهم، حيث إن العرض المسرحي يدمج جميع فئات الطلبة من موهوبين وطلاب الدمج في بوتقة واحدة، لتتفجر إبداعاتهم على خشبة المسرح.
ومن هذا المنطلق أحيي القائمين على فعاليات المهرجان المسرحي المدرسي الذي استضافته مدرسة رقية الإعدادية للبنات برعاية وتنظيم قسم الفنون والمسرح بوزارة التعليم والتعليم العالي والتي تأتي على رأس الشجرة التنظيمية فيه الفاضلة سعاد السالم، بالتعاون مع مدارس قطر لنحتفي بعودة الروح للمسرح المدرسي بعد انقطاع طويل ونحتفي بعروضه ومشاركة فرسانه ونبتهج بهذا الحراك المسرحي المدرسي من جديد، جاء مهرجان المسرح المدرسي في نسخته الأولى بديعاّ مثرياً لطيفاً مؤنساً جداً جداً جداً، فهو يغني ويثري العملية التعليمية، ويثير الفضول المعرفي، ويفتح آفاقاً جديدة من التعليم والتثقيف والإطلاع، تحية لوزارة التعليم على هذا المهرجان المسرحي المدرسي، شكراً لقسم الفنون والمسرح على هذه الرعاية، شكراّ لمدرسة رقية الإعدادية على حسن الاستضافة والتسويق لهذا المهرجان ونخص السيدة الفاضلة مريم نعمان العمادي مديرة مدرسة رقية، والفاضلة معلمة مادة اللغة العربية المجتهدة والمبادرة والمنسقة للمهرجان حصة عمر السليطي في تفعيل المشاركة الاجتماعية وحسن تواصلها مع الإعلام والرأي العام والشكر موصول للمدارس المشاركة بعروضها المبدعة، جل المدارس شاركت ونجحت، وأثرت العملية التعليمية، مهرجان المسرح المدرسي كان نافذة مهمة لاكتساب المعرفة والخبرة والتجربة ورعاية المواهب.
وعلى الخير والمحبة نلتقي .
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
19/11/2018
2196