+ A
A -
نَظْرَتُه رصاصةٌ تُصيبُ القلبَ، قلبي، فَتُرْدِيه!
كلامُه جمراتٌ تُحرِق غابةَ الروح، روحي، تِلْكَ التي كانتْ تَعِدُ بالظِّلّ!
كَفَّاهُ الاِثْنَتان رَعْدٌ وإعصارٌ حالِفان أن يَمْسَحا مِن خريطة الماضي (ذاك الذي كان يُضيءُ بي) أَثَرَ قَدَمَيْ مِسْخٍ يُعادِلُ ما أَكُونُه تحت مُسَمَّى الإنسان!
لكماتُه تَفْصِلُ الأَضْلُعَ عن قَفَصِها الصدري لِتَسُوقَنِي إلى قَدَمَيْه ذليلةً كالجارية!
رغباتُه المتوحِّشة تُفَصِّلُ مُرَبَّعَ الحَوض على مَقاس مجاري الصَّرْف الصِّحِّي!
وأنا الأَمَةُ، في غير زمن العبيد، مَنْ لي لِيُلَمْلِمَ نَزْفَ جُرْحِي؟!
جُرْحِي! جُرْحِي يَحكي حكايةَ سُورٍ مَنْسيّ خَرْبَشَتْه أصابع وَقِحَةٌ تُجيدُ كتابةَ تاريخِ مدينةٍ حزينة سَمَّوْها الـ«أُنْثَى»!
وذَبْحِي! ذَبْحِي لا يَحتاجُ إلى أَكْثَر مِن مِشْرَطِ جَرَّاحٍ مُتَخَصِّص في فَنّ القتل لا الإحياء، مِشْرَط لا يَختلف عنه الرَّجُلُ في شَفْرَتِه الحادَّة تلك المعادِلة لِسِيخٍ يُبَعْثِرُني شَيّاً ويَكْتُبُني كَيّاً على لافتة الذُّلّ والاحتقار قبل أن يَطْوِيَنِي طَيّاً، يَطويني طيَّ خشبةٍ تَصْلُبُني على جِذْعِها، خشبة النسيان!
ولا أَنْسَى.. ولَنْ أَنْسَى..
مَنْ هذا الواقِف قُبالَتِي، وبينَ شَفَتَيْه ولِسَانِه منشارٌ يُمَزِّقُ قطعةَ القلب..؟!
مَنْ هذا الذي لا أَعْرِفُه، ويُقالُ إنَّنِي أَعْرِفُه..؟!
حتى أَسِيد النسيان لا يَكْفي لِيُشَجِّعَ قُطْبَ الْحُبّ المتجمِّد على الذَّوَبان!
أكان ذاك الحُبُّ أَعْمَى؟!
أم تراه كان الحُبَّ الذي احْوَلَّ، فأَخْطَأْتُ تَلَقُّفَ ضربتِه المعادِلة لضربةِ صاروخ يَخْتَرِقُ أبوابي في صمتٍ كاسِر؟!
=======
يا رَجُلُ! يااااااا رَجُلُ! هذا يومٌ آخَر مِن أيام مُناهَضَة العنف ضِدّ النساء، وأنتَ لا تَعِدُ (بَعْدُ) نِصفَكَ الآخَر برحلةِ إصرارٍ على البقاء..
مازِلْتَ أنتَ كما أنتَ، تَقِفُ عند عتبةِ الصمت القاهر بَطْشاً، وجَبَرُوتاً، في حَقّ مَنْ صَيَّرَتْكَ قطراتٍ تُحْيِي وقُوتاً..
مازلتَ أنتَ كما أنتَ، في كُلّ عامٍ تُشَيِّعُ جَسَدَها الذابل، تحت وطأة الخُنوع والاستسلام القاتِل..
تِلْكَ التي تُجْبِرُها على الانصياع لرغبتِكَ الجامحة في أن تَمْتَصَّ دمَها وتَدْعَسَها بقوة تحت حذائكَ هي هي ليسَتْ سِوى نسخة أخرى مِن تِلْكَ التي اعْتَصَرَتْكَ بألمٍ لِتَنْدَفِعَ أنتَ مِن داخل مَسْلَكِها الضَّيِّق، بعد أن اكْتَمَلَ نُضْجُكَ في فُقَّاعةِ رَحِمِها، وتُمارسَ حَقَّكَ الذي خَوَّلَتْهُ هي لكَ في التقاط الأنفاس..
صانَتْ هِيَ حَقَّكَ وأَنْصَفَتْكَ، وخُنْتَ أنتَ ورَأَيْتَ مِن العَدل ألاَّ تَعدلَ..
أَيّ قُدوةٍ تِلْكَ التي ستَكُونُها أنتَ لِفَلذات كَبِدِها وأنتَ أنتَ تُلَقِّنُهُم درسا في استعباد الإناث؟!
وأَيّ أُمَّةٍ ستُشارِكُ في بِنائها وأنتَ تُصَيِّرُ الْحُرَّةَ أَمَةً؟!
تاريخٌ حقير تَكتُبُه أنتَ بِأَظَافِر لا تَعمل على التَّقصير في الخَدْش والخَمْش والتَّدْمِيم، والشَّتْم واللَّكْم والتَّكْمِيم، إلى أن سَلَّطْتَ على نَفْسِكَ الأضواء، ذات الخطوط الحمراء، وأنتَ تُسَطِّرُ القاعدة، لاستعادة جَهْل الأُمَم البائدة، وتَدْبير أَمْرِ الحَرْب السَّريرية الباردة..
مِنْ حِرْصِكَ على تَفعيل إجراءات مَنْعِها مِن الاندماج، إلى تَقْنين عادةِ اغتصابِكَ لها في قَلْبِ مؤسَّسة الزواج، كُنْتَ بَطَلَ سِبَاق مَسافات التَّرويع، كما كُنْتَ السَّبَّاق إلى تأطير قانون التَّجويع، إنه قانون التَّجويع إلى العاطفة لِتَضْرِبَ بِأُنوثتها هي المرأة الرقيقة الهَشَّة ضربةَ عاصفة..
هل نَحتاجُ إلى يومٍ واحد في السنة لِنُذَكِّرَ بواقع النساء نَزيلات دُورِ التصفية الإنسانية، والاستعباد، بِاسم صِناعة وَهْم الزواج والأولاد؟!
هل نَحتاجُ إلى يومٍ واحد في السنة لِنُجَرِّبَ أنْ نُضَمِّدَ جُرْحاً، لا يَنْدَمِلُ، وهناكَ مَنْ يَتَفَنَّنُ كُلَّ يومٍ في أنْ يَنْكَأَ الجُرْحَ؟!
نافِذَةُ الرُّوح:
- «دَبُّوسُ صرخةِ امرأةٍ واحدٌ يَكْفي للإطاحة بِنِظام بالونةٍ كبيرة تَجتهد المجتمعاتُ المتخلِّفةُ في نَفْخِها».
- «شيءٌ مِن العادات والتقاليد إِعْدام في ظِلّ النَّقْد الْهَدَّام».
- «صَوْتُ/سَوْطُ العُنف النازل على جَسَدِها بارِعٌ في ضَبْط إيقاعِ الْجَلْد».
- «بَيْنَ الْحَمام والْحِمام (الموت) مَسافةُ انتقام».
- «غِيابُ المرأةِ إبادةٌ للرَّجُل».
- «اَلْكَلِمَةُ الحُلْوَةُ مُخَدِّرٌ يَضَعُ مفاتيحَ مملكةِ المرأة بَيْنَ يَدَيْكَ».
- «قُلْ لَهُ يا قَرِينَهُ: مَا أَذْوَبَ أنْ تُتَوِّجَني بِتَاجِ الخُلود وأنتَ تَحْلِف بأنني إذا غِبْتُ تَغيبُ عنكَ الرُّوحُ والحياة».
copy short url   نسخ
29/11/2018
3167