+ A
A -
إن المسرح يلعب دوراً مهماً في تنشئة الطلبة لما يبثه من قيم وأخلاق في نفوس الأبناء بشكل مباشر وغير مباشر، ومن مدرسة رقية الإعدادية للبنات، وخشبة مسرح عبدالعزيز ناصر بسوق واقف، كانت الانطلاقة للاهتمام بالمسرح المدرسي- في نسخته الأولى– 2018، حيث توليه وزارة التعليم والتعليم العالي- ممثلة بقسم الفنون والمسرح- برئاسة القديرة سعاد السالم اهتماماً كبيراً لما له من فائدة في رسم شخصيات الطلبة وتقويم سلوكهم، ومؤخراً شهدت الساحة التعليمية، والمدارس الحكومية على مستوى قطر التي اجتهدت مشكورة بمشاركة طلبتها في التظاهرة المسرحية المدرسية التي لاقت القبول والاستحسان والانبهار والذي اختتمت من قريب. ويعتبر المسرح المدرسي خطاباً تربوياً يعلم الطلبة اكتشاف الذات، ومن خلالها تتم عملية اكتشاف العالم، ومن هنا تبدو أهمية الأنشطة المسرحية التي عكف خبراء التربية والتعليم على دراستها والإعداد لها وترجمتها إلى واقع ملموس. كم كان جميلاً المسرح المدرسي في تلك الفترة الماضية في السبعينيات، كما يقول الكاتب القطري القدير صالح المناعي الذي فكرنا به في إحدى مقالاته الثرية المثرية، حينما ذكر كل من المبدعين المخرج بدر الدين حسنين، والأستاذ صحصاح والأستاذ موسى عبدالرحمن، «رحمه الله» الذين قاموا بزرع شجرة فنون المسرح في المدارس باختلاف أنواعها ومراحلها، ثم جاء دور المغفور له حسن حسين، والأستاذ محمد البلم، من خلال تقديم العروض المسرحية الناجحة والإشراف عليها، واستمرت التجربة في النمو إلى أن أصبحت منتشرة في معظم المدارس.. وأيضاً دور الفنان حسن إبراهيم الذي عمل نهضة كبيرة ونقلة نوعية في مفهوم المسرح المدرسي حتى أصبح قيمة أعلى تحت اسم توجيه التربية المسرحية، وأصبح هو من يقوم برئاسته والذي ضم العديد من كبار المخرجين والنقاد ومهندسي الديكور خريجي الأكاديمية سواء كانوا من الفنانين القطريين أو من جنسيات أخرى والذين قاموا بتقديم العروض المسرحية الناجحة على جميع المراحل التعليمية (الابتدائية والإعدادية والثانوية)، كما قام بضم التربية الموسيقية إلى توجيه التربية المسرحية، وقد تخرج الكثير من الطلاب والتحقوا بأكاديميات الفنون وأصبحوا فنانين محترفين في مسارح قطر والإذاعة والتلفزيون وأصبح توجيه التربية المسرحية جزءاً من منظومة الدولة في ازدهار الفنون والثقافة والمعرفة في وطننا العزيز. وخرجت من المسرح المدرسي الكثير من المواهب المسرحية في قطر، كتابةً وتمثيلاً وإخراجاً، وأصبح الكثير من هذه المواهب مشهوراً في المجال المسرحي، محلياً وخارجياً، وفازوا بجوائز محلية وخليجية، وعربية، خلال المهرجانات والمسابقات المسرحية التي شاركوا فيها، وفي إمكان الفرق المسرحية المعنية اليوم الاستفادة من المواهب الطلابية والكفاءات المدرسية، من طلبة وكتاب وممثلين ومخرجين، وذلك عبر تشجيعهم ودعمهم على إعداد وعرض مسرحيات داخل المدارس الحكومية والخاصة، يشارك فيها عدد من الطلاب والطالبات، وتتضمن رسائل ثقافية وتربوية مستمدة من الواقع المدرسي ويمكن في هذا المجال الاستفادة من مواضيع الكتب المدرسية وتوصيل العديد من الرسائل التوعوية والتثقيفية والتربوية لطلاب المدارس، ولجميع فئات المجتمع، وللحديث صلة. وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
30/11/2018
2186