+ A
A -
دون الدخول في المقدمات والسرد والرد والتطويل والتفاصيل، هناك المدعو «جبنة» تملكه حالة من الاستسلام والخضوع والخنوع أمام زوجته! أو نسرته أو ذيبته أو لبوته! إنه تابع لها يسير حيث تسير، وحيث تشاء، حسب رغباتها وهواها! المدعو «جبنة» يعيش حالة من الضعف والتهميش أمام حكومته التي هي زوجته المفترسة! آكلة الأجبان قوية الأسنان مالكة الوجدان ((مصرقعة)) ذلك الإنسان!! إنه مسيّر معها! لا مخيّر! هي الآمرة والناهية، «الشايلة والحاطة»، هي التي تقرر بالنيابة عنه! هي المسيطرة والمستنفرة هي الأولى وهو«التوش»! إنه ضعيف أمامها في نظراته في طلباته في همساته في لمساته في مكالماته يرد باقتضاب وبشكل مختصر موجز كي لا يزعج «أم الزين»! المسيطرة المستبدة وهو كبش الفداء لها نتيجة هذا التحكم والسيطرة في خصوصياته وحياته ولحظاته والكاتمة على أنفاسه، لا يقدر على أن يستقر أو يفر، لأنها راح تجيبه ولو استقر في جحر ضب أو جربوع! أو قض «بريعصي»! لا يستطيع أن يقرر في أي مسألة صغيرة أو كبيرة! لأنه «جبنة هشّة» وشخصية «بشّة»! تابع خواف رعديد مستسلم للذبح كالخراف! إنه «جبنه هشة» في المكتب رزة! وفي البيت «قشة»! في الخارج أسد وفي البيت مب كفو يرد على أحد، نصف رجل ربع رجل! في طوع زوجته دائماً وأبداً! لها كامل الصلاحيات وتتولى زمام القرارات! لأنه «جبنة» ضعيف على المواجهات! والتحديات! وهي الخيط والمخيط! الرجل الجبنة استحالة يكون فارساً مغواراً لأنه هش ضعيف مسلوب الإرادة! والفارس يكون عادة شجاعا مبادراً لا هلفوتاً ولا خوافاً ولا خروفاً، والرجل الجبنة هو الخروف بعينه أمام أم الزين التي ترغب في تحقيق ما ترغب فيه ولا تعير بالاً للجبنة! تريده ملاصقاً لها، تعرف كل تفاصيل حياته وما يدور في قلبه وعقله! حياة بوليسية بامتياز! المرأة المسيطرة مصيبة! والرجل الجبنة كارثة! ليت المرأة بدل هذه العنتريات وإمامة الغصب والاستبداد التي تمارسه في طحن الإنسان الجبنة أن تحرص على تنمية بعض المهارات الأنثوية التي تنسب حصرياً لها مثل الإغراء والإغواء والقدرة العالية على كسب قلب الرجل وإجادتها للرومانسية ولو تصنعاً بحرفية عالية حتى تضمن الرجل لا يفر وعندها يستقر وهذا هو الأجمل في العلاقة والأكمل، ظاهرة الرجل الجبنة موجودة وظاهرة! احتكار المرأة للزوج موجودة والصدام والصراع والندية موجودة! والديك المتحول إلى دجاجة موجود والدجاجة المتحولة إلى ديك موجودة وحقيقة معاشة والسبب الرجل الجبنة أو الطلي! حياة غير مستقرة تشهد يومياً نبرات تحد ومبارزات لفظية ونبح ونطح كيف لها أن تستقيم! الرجل الجبنة يمكن أن يعفن بالإهمال والتجاهل والترك! ولكن ممكن أن يجدد نفسه وتعود له الروح والحياة في ظل حياة جديدة وبيئة صحية رغيدة، ربما تكون زوجة تشعره أنه رجل كامل الدسم لا تنقصه الرجولة ولا الفحولة ويستأنس معاها.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
30/01/2019
2504