+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 399 ق.م حُكم على سقراط بالإعدام!
وفي يوم تنفيذ الحكم، وقبل أن يتناول جرعة السم التي أودت بحياته نظر إلى زوجته فإذا هي تبكي
فقال لها: ما يبكيكِ؟
قالت: لأنك ستموتُ ظلماً
فقال لها: كأنكِ تريدين أن أُقتلَ عدلاً!
كان سقراط يقول لتلاميذه: يجب على كل شاب أن يتزوج، فإن رُزق بزوجة حكيمة طيبة صار سعيداً، وإن رُزق بزوجة حمقاء شريرة يُصبح فيلسوفاً!
وقد كان سقراط فيلسوفاً بحق!
لقد عاش حياة زوجية أشبه بالجحيم، كانت زوجته «كزانتيب» في وادٍ وهو في وادٍ، تشاجرت معه مرةً، فلم يرد عليها هذه كانت عادته، أن لا يخوض معها كثيراً في المشاكل، كل ما فعله أنه توجه إلى فناء البيت حيث ينتظره تلاميذه ليبدأ معهم درس اليوم!
شعرتْ «كزانتيب» أنها لم تشفِ غليلها من كل الصراخ الذي صرخته في وجه سقراط، فحملت دلواً مملوءاً بالماء، وتركته واقفاً يشرح لتلاميذه، وصبَّتْ الماء الذي بالدلو على رأسه! ولشدة برود دم سقراط، لم يفعل أكثر من أن مسحَ الماء عن وجهه، وقال لتلامذته: لا عجبَ إن أمطرتْ فقد كانت منذ قليل ترعد!
يُقال أن برود سقراط هو الذي قتلها، قتلها حقيقة لا مجازاً، فعلى الرغم من أنها تصغره بسنوات طويلة، فقد كانت تلميذته أول الأمر، إلا أنها ماتتْ قبله، حصل بينهما شجار معتاد، وكالعادة بدأت تصرخ، وكالعادة أيضاً، تركها سقراط ومضى إلى مكتبته، زاد صراخها، ثم ما لبثت أن أصيبت بسكتة قلبية!
على أية حال لو كان زواج سقراط موفقاً ربما لم نكن لنسمع به، فشكراً لكزانتيب!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
15/02/2019
1995