+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1010م، انتهى «الفردوسي» من صياغة الشاهنامة، ملحمة بلاد فارس، وأشهر أدبها على مرِّ العصور !
جعل الفردوسي الشاهنامة في ستين ألف بيت شعر! هذا حدها الكتابي، أما حدها الزماني فمن أول ما تذكره بلاد فارس حتى الفتح الإسلامي، وأما مضمونها فكل ما عرفه الفرس من أساطير، وحكايا، وأحداث، وخرافات، ووقائع!
تختلف الشاهنامة ملحمة بلاد فارس، عن الإلياذة ملحمة الإغريق، إنها لا تروي حدثاً واحداً، فالإلياذة جل أبياتها في حرب طروادة، بينما الشاهنامة هي عبارة عن تاريخ كامل متصل، كذلك إن هوميروس جعل في الإلياذة بطلاً واحداً، أما الفردوسي فنأى بالشاهنامة عن البطل الواحد، ولكل قصة بطلها!
ستون ألف بيت شعري، استغرقَ نظمها ثلاثين سنة! والشاهنامة بالفارسية تعني «رسالة الملوك»، فهي وإن كانت ممتعة في أحداثها، حيث إن القصص والأساطير والخرافات والتراث مادة مرغوبة للقراءة، إلا أنها في الدرجة الأولى أقرب إلى كتب السلاطين، وتنضوي تحت لواء الأدب السياسي تماماً كما هي الحال في كتاب كليلة ودمنة، فهو كتاب سياسي بالدرجة الأولى وإن كان قد اتخذ القصة وسيلة يهشُّ بها على المعاني البعيدة! لهذا يمكن القول إن الشاهنامة عبارة عن رسالة موجهة إلى الملوك وقادة العالم وعلى مدى الدهر لحثهم على رعاية حقوق الرعية، وأداء العدل فيها، وعدم الظلم والطغيان!
النسخة الأصلية للشاهنامة موجودة اليوم في برلين! وقد تُرجمت إلى عشرات اللغات العالمية، أما النسخة العربية منها فترجمها نثراً فتح الأصفهاني في القرن الثامن الهجري. وأحدث نسخة عربية منها أصدرتها الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة!حدث في مثل هذا اليوم
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
08/03/2019
1852