+ A
A -
[email protected]في مثل هذا اليوم من العام 625م وقعتْ غزوة أحد، أما تقويمنا فكان يشير إلى أنه السابع من شهر شوال للسنة الثالثة من الهجرة الشريفة.. قبلها بأيام رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، في المنام كسراً في سيفه، فأوّلها بمقتل أحد أقاربه، فكان استشهاد أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب.
انقضتْ غزوة أحد، أما دروسها فما زالت صالحة لكل زمان ومكان، ومنها:
1- قد يخسر الحق معركة ولكنه نهاية المطاف يكسب الحرب، علينا أن لا ننشغل بالنصر والهزيمة بقدر انشغالنا في أن نكون في الحق فعلاً وبعيداً عن الباطل فعلاً.
2- معصية أمر واحد من أوامر النبي، صلى الله عليه وسلم، أدت إلى الهزيمة يوم أحد، فلا تُمني الأمة نفسها بالنصر بغير طاعة أوامر نبيها، لا نصر إلا بالطاعة.
3- النصر والهزيمة مجرد طقس، أما الإيمان مناخ، لا يجعلكم تقلب الطقس تشكون في صحة المناخ.
4- هزيمة تجعلك تلجأ إلى الله، خير من نصر يجعلك تطغى، وسبحان من يؤدب عباده بما يكرهون ليجعلهم له كما يُحب.
5- القتل واحد، ولكن العاقبة ليست سواء: قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.
6- في الملمات تظهر معادن الناس، هناك انكشفَ ابن سلول، وهناك أيضاً صدقَ أنس بن النضر ربه، فأنزل فيه «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه…».
7- النصر والهزيمة ساعة وساعة، يُهزم الحق كي لا تمتلئ صفوفه بالمنافقين، ويكسبُ كي لا يشك أصحابه في سلامة المنهج، وصحة الطريق.
8- وضع الرماة على الجبل يخبرك إلى أي حد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يأخذ بالأسباب، لم يقل أنا نبي وسأنتصر على أية حال، كان يأخذ بالأسباب ما استطاع، ولكنه يعقد ثقته برب الأسباب لا بالأسباب.
9- القائد لا يحتمي بجنده بل يتقدمهم، وعندما أصاب الصحابةُ الهلعَ، كان عليه الصلاة والسلام ثابتاً يرمي «أُبي بن خلف» بالحربة فيخور أمامه كالثور ويقع ميتاً.
10- إن أشد ما في يوم أحد من وجع، لا نزول الرماة مع أنه موجع، ولا استشهاد حمزة مع أنه يفطر القلب، ولكنه الدم الذي سال من النبي صلى الله عليه وسلم يوم شجوا رأسه وكسروا رباعيته/ مقدمة أسنانه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: «كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وكسروا رباعيته»، واللهِ إن كوكباً سال فيه دم رسول الله لهو كوكب سوء.
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
23/03/2019
1997