+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 814م توفي «وكيع بن الجراح»، كان من كبار فقهاء زمانه، حافظاً ورعاً ثبتاً زاهداً! أخذ العلم عن مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والإمام الأوزاعي، وتتلمذ على يديه خلق كثير أشهرهم الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبدالله بن المبارك!
يقول الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء على لسان علي بن خشرم:
رأيتُ وكيع بن الجراح ولم يكن بيده كتاب وكان يحفظ ما لا نحفظ!
فعجبتُ من ذلك فسألته: يا وكيع إنك لا تحملُ كتاباً ولا تكتب سواداً في بياض وتحفظُ أكثر مما نحفظ!
فقال وكيع وقد أسرَّ في أذني: يا عليّ، إن دللتكَ على دواءٍ للنسيان أتعملُ به؟
قلت: أي والله!
فقال: تركُ المعاصي! فواللهِ ما رأيتُ أنفعَ للحفظ من ترك المعاصي!
وعلى ما يبدو أن هذه كانت نصيحة وكيع لكل من عانى من النسيان من تلامذته، وقد خلَّد هذه النصيحة الإمام الشافعي شعراً حين قال:
شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور اللهِ لا يُهدى لعاصي
وصدقَ وكيع رحمه الله، واللهِ لا أجلبَ للرزق والحفظ والسعادة من الطاعة، ولا أجلبَ للضيق والهم والنسيان من المعاصي، وصدقَ ربنا تعالى حين قال: «ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض…»!
نص صريح! لا أجلبَ للبركة من الإيمان والتقوى ولا أمحقَ للبركة من الكفر والمعاصي!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
24/04/2019
1767