+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 778م وُلد في قرطبة طالوت بن عبدالجبار المعافري، كان إمام المذهب المالكي في زمانه، عالماً عابداً، ترأسَ علماء الأندلس الذين أرادوا أن يخلعوا الحكم بن هشام لانتهاكه الحرمات.
وحدثتْ فتنة عظيمة، ألقى فيها الحكمُ القبضَ على كثير من العلماء وقتلهم، ولكن طالوت اختبأ سنة عند رجل يهودي، ثم تركه وذهب ليختبئ عند الوزير أبي البسام، فما كان من أبي البسام إلا أن أبلغ عنه الحكم بن هشام فأمر بإحضاره إلى مجلسه.
ولما حضر بين يديه قال له يُذكره بمعروفه معه: يا طالوت أما قربتك مني كما لم أُقرب أحداً، ومشيتُ في جنازة امرأتك، ثم ناديتَ بعد ذلك بسفك دمي!
فقال له طالوت: والله إني لا أنكر معروفك معي، ولكني أبغضتك لله لما كان منكَ وقد وعظتك ولم تتعظ.
فقال له الحكم: أعلم أن مثلك لا يُحب ولا يبغض إلا في الله وهذا الذي جعلني اليوم أعفو عنكَ، ولكن أخبرني كيف ظفرَ بك وزيرنا أبوالبسام؟
فقال طالوت: أنا الذي أظفرته بنفسي صبيحة هذا اليوم!
فقال: وأين كنتَ في عامك الذي مضى؟
قال: في دار يهودي حفظني لله وخانني وزيرك المسلم وقد أعطاني الأمان.
فسكتَ الحكم بن هشام لدقائق ثم قال لأبي البسام: أخزاكَ الله، حفظه يهودي لعلمه وورعه وخنته أنتَ لدنياك، اغربْ عن وجهي ولا أراك في مجلسي ثانية.
هذه هي الدنيا، قصص مكررة، قد يحميك من لا تظن أنه يفعل، وقد يخونك من تظن أنه لا يفعل، ولقد كان في قصصهم عبرة.
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
18/05/2019
1813