+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 868م وُلد محمد بن داود الظاهري، كان محدثاً، فقيهاً، شاعراً وأديباً، قال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: محمد بن داود العلامة البارع، ذو الفنون، يُضربُ المثل بذكائه، وهو صاحب كتاب الزهرة في الآداب والشعر.
كان محمد بن داود جالساً يوماً في المسجد يُدرِّس طلابه، فدخلَ عليه رجل وأعطاه رقعة، فأخذها، وتأمل بها طويلاً، فظنَّ من في المجلس أنها مسألة في الفقه يسأل الفتوى فيها، فقلَبَها وكتبَ على ظهرها، وردها إلى صاحبها.
كان الرجل صاحب الرقعة هو الشاعر علي بن العباس الرومي، وكان قد كتب َفيها:
يا ابن داودَ يا فقيه العراقِ
أفتِنا في قواتلِ الأحداقِ
هل عليهنَّ في الجروح قصاصٌ
أم مباحٌ لها دم العشاقِ
أما ردُّ محمد بن داود فكان:
كيف يفتيكم قتيل صريعٌ
بسهامِ الفراقِ والاشتياقِ
وقتيل التلاقي أحسن حالاً
عند داود من قتيلِ الفراقِ
كان الفقهاء الأوائل فيهم رقة نفتقدها اليوم، فعلى سبيل المثال، قال الإمام القشيري في تفسير قول الله تعالى على لسان سليمان متوعداً الهدهد: «لأعذبنه عذاباً أليماً»، قال العذاب الأليم أن يُفرق بينه وبين أحبته، فإن فقد الأحبة غربة.
وقال معلقاً على قول الله تعالى «قد شغفها حباً»: إن الهوى لا ينكتم.
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
25/05/2019
1558