+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1974م حلَّ مهاتير محمَّد ضيف شرف على حفل التخرج لمدارس «كوبانج باسو» في ماليزيا!
يومها وقفَ مهاتير خطيباً وقالَ فيما معناه:
أعرفُ أنّ هذا يوم لتخريج الطلاب، ولكنّي سأُجري لعبة بين المدرسين، والفائز سوف يحصل على جائزة قيمة!
ذُهِلَ الحضور وتراوحتْ مشاعرهم بين الاستغراب والحماسة!
ولكنّ مهاتير قطعَ هذا كله عندما بدأَ بشرحِ قواعد اللعبة فقالَ وهو يُوزِّع بالونات مُلوّنة على المعلمين:
على كل معلم أن يَنفخ بالونته، ومن ثم يربطها في رجله، والذي يُحافظ على بالونته سليمة دون أن تنفجر سوف يربح جائزة، معكم دقيقة هيا ابدأوا!
عندها انتفضَ المعلمون، وهجمَ بعضهم على بعض، كل واحد يحاول أن يفجر بالونة زميله ويحافظ على بالونته سالمة، ولكن المفاجأة كانتْ أن جميع البالونات قد تمّ تفجيرها، ولم يكن هناك فائز!
المفاجأة الأكبر كانتْ عندما قال مهاتير مُعلقاً على الأمر:
لم أطلب من أحد أن يُفجر بالونة الآخر! لقد طلبتُ أن يحافظ كل واحد منكم على بالونته! لو أنّ كل واحد منكم وقف دون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنالَ الجميع الجوائز! ولكن التفكير السلبي طغى على الجميع، كل واحد منكم فكَّر في تحقيق النجاح على حساب الآخرين، مع أن النجاح كان مُتاحاً للجميع! ولكن للأسف البعض يتّجه نحو تدمير الآخر كي يُحقِّق النجاح، والأسف الأكبر أن هذه عقلية حياة وليست عقلية لعبة فقط!
وفي سياق متصل قالوا:
- إن تكسيرك لمجاديف غيرك لا يزيد من سرعة قاربك
- الزهرة لا تُفكر في منافسة الزهرة الأخرى، إنها تُزهر فقط
- في القمة مُتّسع للجميع
- وأجمل ما في هذا السياق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
25/07/2019
1842