+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 968م تُوفي كافور الإخشيدي بعد أن حكمَ مصر لمدة ثلاثٍ وعشرين سنة تُعتبر أزهى فترة في عمر الدولة الإخشيدية، كان رجل دولة باقتدار، فلا يغُرّنّكم هجاء المتنبي له:
لا تشترِ العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأنجاس مناكيد
فهذا بسبب خلاف شخصي، مُلخصه أن المتنبي جاء إليه مُمَنِّياً نفسه بأن يُعيّنه والياً، ولكنه لم يفعل، وإلا فمن قبل هذا الهجاء كان المتنبي يقول عنه:
قواصد كافور توارك غيره
من أراد البحر استقلَّ السواقيا!
في طفولته كان كافور عبداً يُباع في الأسواق، وكان له صاحب مثله، وبينما هما ينتظران من يدفع ثمنهما ليكونا له، دارَ بينهما حوار، وأخذ كل واحد منهما يسأل الآخر عن أمنيته، فأما صاحبه فقال له: أتمنى أن أُباع إلى طبّاخ لآكل ما أشاء وقتما أشاء! وأما كافور فقال: أما أنا فأتمنى أن أملك مصر كلها!
وبعد أيام بِيع صاحبه إلى طباخ، وبِيع كافور لأحد قادة الجيش، فما زال يجتهد ويجد، ويتقلّد المناصب الخفية، وهي أشبه ما تكون بالدولة العميقة اليوم، حتى أنّه كان الحاكم الفعلي لمصر قبل أن يتولّاها رسمياً!
دارتْ الأيام ومرَّ كافور على صاحبه القديم، فإذا هو عند الطباخ كما تمنّى، يأكل ويشرب وليس له إلا لقمته، عندها قال كافور لِمن معه:
لقد قعدتْ بهذا همّته فكان كما ترون، وطارتْ بي همّتي فصرتُ كما ترون، ولو جمعتْني وإياه همة، لجمعنا مصير واحد!
بغض النظر عن الأساليب الملتوية التي اتخذها كافور للوصول إلى الحكم، إلا أن الإنسان حيث يرى نفسه!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
02/09/2019
1945