+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 751م تُوفي إبراهيم بن ميمون، كان راوية ثَبتاً حافِظاً، عالِماً بالشِّعر واللُّغة، دمث الأخلاق، عذباً رقيقاً!
خرج مرةً إلى الحج، وبينما هو بمكّة فإذا بامرأة تُنشد:
أعمرو علامَ تجنّبتَني
أخذتَ الفؤاد فعذّبتني
فلو كنتَ يا عمرو خيّرتني
أخذتُ حذاري فما نِلْتني
فاقتربَ منها وقال لها: من عمرو هذا؟
قالت: زوجي!
قال: ما شأنه؟
قالت: أحبّني وأحببتُه، فطلبني فتزوجته، ثم قلَّ ماله فذهب إلى جُدة يعمل في السفن وتركني هنا أتلوع لفراقه!
قال: أتحبِّين أن أجمع بينكما؟
قالت: واللهِ إنّي لأحب!
قال: صفيه لي
قالت: أسمر وسيم حلو ظريف متى رأيته عرفته!
فذهبَ إبراهيم إلى جُدة، وقصد مرسى السفن، وصار يُنشد: أعمرو علامَ تجنّبتني!
فأقبل عليه عمرو وقد عرف أنه التقاها، فسأله عنها، فحدّثه بخبره معها، ثم قال له إبراهيم: كم تحتاج في العام لتبقى مع زوجتك يا عمرو؟
فقال: ثلاثمائة درهم!
فدفع إليه ثلاثة آلاف درهم وقال له هذه لعشر سنوات فإذا نفذَتْ أو احتجتَ غيرها فتعال إلىّ ولا تبرح زوجتك!
ما أجملهم وما أنبلهم، كانوا يرون أن جبر الخواطر عبادة تُوازي الصلاة والصيام والحج، وكانوا يعرفون أن أفضل العبادات سرور يُدخله أحدهم على قلب أخيه، صوموا، وصلوا، وحجوا، وزكوا، ولا تنسوا أن جبر الخواطر أيضاً عبادة!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
18/09/2019
1958