+ A
A -
في عـصر زحفـت فـيه المادة حتى طغـت عـلى حياتنا وخنقـت بكل قـسوة الكثير من المشاعـر الإنسانية، وحولت دفء العـواطف إلى برود وجمود، وأصبحت لغة المصالح هي اللغة السائدة التي يتعامل بها الكثير من الناس وقفت الأمومة كعاطفة ثابتة راسخة لا تطالها رياح التغـيير، وقـفـت بمنأى عـن أي تحول كأخلد وأعـظم إحساس إنساني عـرفه البشر.. فالأمومة نبع من العـطاء أبدا لا ينضب بل يفـيض دوما بأرق وأعـذب المشاعـر ولا استغـراب في ذلك فالأمومة ليست عاطفة تكتسب مع ولادة كل طفل بل هي غـريزة إنسانية أودعها الله في نفس كل أنثى.
هذه العاطفة الجياشة الرائعة المنزهـة عـن الأهواء تجعـل الأم في أعـلى وأسمى مكانة فهي تـتفانى وتبذل حياتها في سبيل أبنائها لا تنتظر منهم كلمة شكر واحدة، فكل ما يسعـدها أن ترى أبناءها سـعداء لأن سعادتها مستمدة منهم وحبها وعطاءها وحياتها موجهة إليهم، وليس هـناك أبلغ ما يدل عـلى عـظمة ومكانة الأم في ديننا الحنيف من الحديث الذي روي عـن أحد الصحابة رضي الله عنهم حين سأل رسولنا الكريم صلى الله عـليه وسلم عـن أحق الناس بصحبته فقال: أمـك، قال ثم من..؟ قال: أمـك، قال ثم من؟ قال: أمـك، قال ثم من.؟ قال: أبوك.. ثلاث مرات ذكـر رسولنا صلى الله عـليه وسلم الأم وذلك إعـزازا وتقديرا لدورها الخلاق في صنع الرجال وبناء مستقبل الأوطان، فالأم مدرسة إذا أعـددتها أعـددت شعـبا طيب الأعـراق.
هذا هو موقف ديننا الإسلامي الحنيف من الأم، موقف واضح وجلي وقد منحها بذلك كامل حقوقها، كما وصى الله في كتابه الكريم الإنسان بوالديه فقال عـز من قائل: «ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا» وهـذه التوصية دائمة وليست ليوم واحد أو عام، بل هي دائمة لا كما يحتفل بها الكثير من الناس في مختلف دول العالم الإسلامي للأسف، في تقليد للغـرب بتاريخ 21 من شهـر مارس في كل عام بما يسمى بعـيد الأم.
لا يختلف اثنان على أن هـذه الظاهـرة دخيلة على عـقيدتنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا، ويجـب عـلينا كمسلمين أن نحارب هـذه الظاهـرة ومحاربتها والقضاء عـليها وليس الاحتفال بها كما يحتفل بها غـير المسلمين؟
ديننا الإسلامي وصانا بوالدينا وطاعـتهم واحترامهم دائما وأبدا، وأن نعـتني ونهتم بهم كل يوم وليس يوما واحدا فقط في العام، لأن التعـبير عـن حبنا لوالـدينا لا يكـون بتقـديم هـدية مرة في السنة، فحـب الأبناء لوالديهم متواصل طول العـمر وليس ليوم واحد.
للأسف الشديد، في معـظم دولـنا الإسلامية والعـربية توجد عادات كثيرة دخيلة عـلى عـقـيدتنا الإسلامية مثل: الاحتفال بما يسمى عـيد الميلاد، عـيد الحب، عـيد الأم، أعياد ما أنزل الله بها من سلطان، فأعـيادنا معـروفة حتى لغـير المسلمين، فهما عـيدان لا ثالث لهما عـلينا إذن أن نتمسك بتعاليم ديننا الحنيف وترك هذه العادات الدخيلة عـلينا لأنها تسيء لديننا وتقاليدنا وعاداتنا المتوارثة منذ القدم.
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
22/03/2017
3813