+ A
A -
عبر مقال استقصائي نادر ودقيق قامت صحيفة «لوموند» الشهيرة عبر مراسلها في بيروت بتحقيق ميداني موثق حول الصعود السريع والمفاجئ لرجل الإمارات في العالم العربي وفي العالم محمد دحلان. كيف وصل دحلان من مخيمات الفلسطينيين إلى أبراج أبو ظبي وكيف صار لاعبا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط وفي ملفاتها الحارقة؟
من حركة فتح وصولا إلى «أبو ظبي» ومنها إلى ليبيا مع الجنرال «حفتر» وإلى مصر مع الجنرال «السيسي» وإلى تونس مع قوى الثورة المضادة هناك. مهمة دحلان كما يذكر الكاتب «بنجامن بارت» هي الإطاحة بثورات الربيع العربي وبكل التجارب السياسية الناشئة هناك وخاصة متى كان الإسلاميون طرفا فيها.
لا يقتصر حضور دحلان حسب التقرير على مدّ الثورة المضادة بالسلاح الذي تورده الإمارات من الجمهوريات السوفياتية السابقة وخاصة صربيا التي منحت اللاجئ الفلسطيني دحلان جنسيتها لجليل الخدمات التي قدمها لها. فدحلان حاضر أيضا في أوروبا حيث يدعم عبر مؤسسة «أبحاث» الإماراتية مجموعة من مراكز البحوث والهيئات الأكاديمية المرتبطة بالثورة المضادة والتي تتلخص مهمتها في شيطنة الإسلاميين وفي شيطنة الثورات وخاصة تدمير صورة قطر في أوروبا وربطها بالإرهاب.
من بين أنصع الأمثلة التي ذكرها مقال صحيفة «لوموند» دعمه السخي «للمركز الدولي للجغرافيا السياسية والدراسات المستقبلية الذي يشرف عليه سفير «بن علي» الدكتاتور التونسي الهارب في اليونيسكو والمقرب من اليمين المتطرف الفرنسي المازري الحداد. ومعروف عن سفير الدكتاتور عداءه الشديد لكل نفس إسلامي وتشهيره بدولة قطر في كل المنابر الإعلامية. تدعم مؤسسة «أبحاث» الإماراتية التي يشرف عليها دحلان شبكة كاملة من مراكز البحوث في روما وبريطانيا وبروكسل العاصمة البلجيكية محاولة التأثير في صناعة الرأي العام وتوجيهه. كما عرض المقال التحليلي بكل دقة جملة من الأسماء ومن الشبكات المتقدمة للنفوذ الإماراتي الذي يحركه رجل الظل الفلسطيني على كامل خطوط الأزمات التي تتقاطع داخل المنطقة من السودان إلى اليمن إلى ليبيا فتونس فسوريا فمصر.
أهمية المقال تتجلى في كشف الدور الخفي الذي تلعبه الإمارات من ناحية خلق الفوضى عبر شبكة من العملاء ورجال الظل الذين يزرعون الفوضى في كل مكان. هذا الدور وغيره من الأدوار تستوجب فعلا الوقوف عندها بسبب تهديدها للأمن القومي العربي والاستقرار في كامل الدول العربية خاصة إذا الإمارات بما هي الدولة الراعية للفوضى تتهم غيرها من الدول بذلك.
بقلم : محمد هنيد
copy short url   نسخ
12/10/2017
2631