+ A
A -
في موسم الامتحانات عادة ما يدب القلق والخوف والتوتر في كل بيت فيه طالب، خصوصا إذا كان طالبا في الثانوية العامة، مع أن في هذا العصر الراهن لم يعد القلق يستهدف البيوت التي بها طلاب الشهادة الثانوية فقط، وإنما يتسلل أيضا إلى بيوت طلاب المرحلة الإعدادية، ولا يستثني حتى البيوت التي بها تلاميذ المرحلة الابتدائية، فضلا عن طلاب الجامعة وهؤلاء لهم شأن آخر، ويبدو أولياء الأمور كما لو أنهم هم الذين يُمتحنون وليس أبناءهم، وهذا القلق والتوتر ورفع درجة الاستعداد في البيت يبدو في ظاهر الأمر ظاهرة صحية تعكس مدى اهتمام أولياء الأمور بتعليم أبنائهم والحرص على تفوقهم بالحصول على أعلى الدرجات والالتحاق بما يرغبون من الكليات.
ومع تقديرنا لهذا الحرص لكن يبقى هناك أمل في أن يأتي اليوم الذي يكون يوم الامتحان فيه يوما عاديا كأي يوم، تعيش الأسر فيه حياة طبيعية، ويذهب الطالب إلى المدرسة وهو مطمئن وواثق من قدراته على اجتياز الامتحان، لأن هذا التوتر والقلق والخوف الشديد يمكنه أن يؤثر بشكل سلبي على تركيز أبنائنا أثناء المذاكرة ويعوق تحقيق التفوق، فالثقة في النفس وفي المجهود الذي بذله الطالب طوال العام والحفاظ على هدوء أعصابه هما أساس النجاح.
لذلك يبقى الأمل في خبراء التربية وعلم النفس لأن يجتهدوا ويبحثوا للوصول إلى وسائل أو أفكار إيجابية تنهي حالات القلق التي تستبد بأولياء الأمور في مواسم الامتحانات، ذلك لأن ما أنتجه هؤلاء الخبراء حتى الآن لا يتعدى كونه نصائح لا تؤدي إلى الهدف المنشود من قبيل ضرورة الحرص على تنظيم الوقت بشكل جيد ومناسب وتوزيعه بين المذاكرة والراحة والنوم، وتناول الوجبات الرئيسية بشكل صحي، والحرص على تناول الماء حيث ان نقص المياه يقلل تركيز الطالب ويسبب الصداع، كما أنه من المهم أن يحرص الطالب على الحصول على قسط من الراحة في الهواء الطلق مع استنشاق الأكسجين المغذي للمخ، كما ينبغي تدريب الطالب على التوزيع الجيد لوقته بشكل متوازن بين جميع الأسئلة والتدريب عليها قبل الامتحان بفترة.
فبالله عليكم من هذا الذي يكون عنده امتحان ويخرج إلى الهواء الطلق لاستنشاق الأوكسجين؟!، أو ينام قرير العين هادئ البال؟!، وبالنسبة لنصيحة الحرص على تناول الماء، هل هناك من يظمأ ويتعمد عدم الشرب، أو هل هناك من يشرب الماء وهو غير ظمآن؟!.
أيضا من النصائح التي يقدمها الخبراء الحرص من قبل الطالب على عدم مراجعة ورقة الأسئلة عقب خروجه الامتحانات، حتى لا تتأثر نفسيته سلبا وينعكس ذلك على أدائه في امتحان اليوم التالي، وهنا يرى البعض أن العكس هو الصحيح فلربما عند مراجعته الورقة اطمأن إلى سلامة الإجابة، وهذا أفضل له من أن يظل قلقا.
نقول لهؤلاء الخبراء شكرا على النصيحة، لكن ما أريد قوله هنا أن على المسؤولين في المنظومة التعليمية والخبراء في التربية وعلم النفس التوصل إلى نظام تعليمي يكون مرتبطا بالمؤسسات التعليمية نفسها، يرحم الأسر من القلق على أبنائها ويرحم الأبناء من القلق على مستقبلهم العلمي، فخزينة الحلول مليئة بالأفكار ولن تنضب يوما ما، إنها تحتاج فقط من يبحث فيها ويختار منها الحل الأنسب، مع تمنياتنا بالنجاح لكل الطلاب في كل المراحل التعليمية.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
14/01/2018
2883