+ A
A -
حوار - محمد الجزار
أنهى منتخبنا الوطني مشاركته التاريخية في النسخة رقم 46 من بطولة كوبا أميركا 2019 المقامة حاليا في البرازيل وتستمر منافساتها حتى السابع من يوليو المقبل، وهاهو في طريق العودة للدوحة بعدما أنهى المنافسات بالخروج من الدور الأول بتعادل مع باراجواي وهزيمتين أمام كولومبيا والأرجنتين ليحتل المركز الرابع في ترتيب المجموعة الثانية بفارق نقطة واحدة عن منتخب الباراجواي الذي تأهل ضمن أفضل ثوالث للدور ربع النهائي.
وصحيح أن منتخبنا الوطني كان قريبا من تحقيق نتائج أفضل، بل وكان بمقدور بطل آسيا التأهل للدور التالي لولا بعض الأخطاء والتفاصيل الصغيرة بسبب نقص الخبرة كونها المشاركة الأولى للأدعم في هذا التجمع اللاتيني، لكن يحسب للاعبينا الروح القتالية التي لعبوا بها، والأداء الرجولي الذي قدموه في مبارياتهم الثلاث والذي نالوا به إعجاب الكثيرين، وحصلوا على إشادة واسعة من كل المتابعين.
وبلا شك هناك العديد من المكاسب التي حققها منتخبنا من اللعب مع كبار أميركا اللاتينية، والاحتكاك بنجوم مميزين وأسماء لها حضورها الكبير في أوروبا كمحترفين، كما أن هناك الدروس ايضا التي بلا شك قد خرج بها الجهاز الفني للفريق بقيادة الاسباني فيليكس سانشيز في إطار خطة الإعداد المكثفة لمونديال 2022، وهو ما سنحاول التعرف عليه في السطور التالية خلال اللقاء الذي أجريناه مع الكابتن سعيد المسند المستشار الفني لاتحاد الكرة والمنتخبات الوطنية، والذي كشف خلاله عن الكثير من الأمور المهمة حول التجربة القطرية في أميركا اللاتينية، والتجهيزات للمرحلة القادمة وتطلعات الإطار الفني للمستقبل.
بوسعد حرص على الإشادة الكبيرة بلاعبي المنتخب على ما قدموه من جهد وعطاء في البرازيل بجميع المباريات التي قدموها، ووجه الشكر الخاص لسمو الشيخ جاسم بن حمد الداعم الأول والرئيسي والأب الروحي للمنتخب وهذا الجيل، وأيضا لاتحاد الكرة واسباير ولجنة المنتخبات الوطنية وكل من ساهم في نجاح مسيرة هذا الفريق التي توجت أول العام بلقب كأس آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة القطرية، وتحدث ايضا في الكثير من الاتجاهات نرصد تفاصيلها عبر السطور التالية:
صورة مشرفة
{ في البداية كابتن سعيد ما تقييمك لمشاركة المنتخب الوطني في كوبا أميركا بعد الخروج من الدور الأول..؟
الحمد لله على كل حال، أعتقد أن التواجد في هذه البطولة فيه فائدة كبيرة للاعبينا من كافة النواحي، وستؤتي ثمارها بالمستقبل على الجميع فنيا وبدنيا وايضا من حيث العقلية، من خلال اكتساب المزيد من الخبرة والاحتكاك مع أفضل لاعبي ومنتخبات العالم في بطولة أشبه بكأس العالم.
{ هل تعتقد أننا الآن كسرنا حاجز الخوف من مواجهة الكبار واللعب مع الفرق العالمية..؟
بالتأكيد، فشبابنا أثبتوا أنهم «قدها وقدود»، رغم صعوبة المهمة وقوة المنتخبات المشاركة والتي ليس من السهل ذهنيا مع الأمر، بل بالعكس لاعبو العنابي كل المباريات التي لعبوها في البطولة كانوا ندا للند مع الفريق المنافس، حتى الارجنتين المرشحة بقوة لحصد اللقب والفوز بكأس البطولة.
{ وكيف شاهدت مباراة الارجنتين بالتحديد والتي كان الفريق قريبا من تحقيق نتيجة إيجابية خلالها.. ؟
لقد قدم الفريق بالفعل مباراة مميزة، وكان بالفعل قريبا من الخروج بنقطة حيث كنا متأخرين بهدف واحد فقط حتى الدقائق الأخيرة التي سجل فيها اجويرو الهدف الثاني، لكن كلعب وفنيا كنا الأكثر استحواذا من الأرجنتين على الكرة، حتى أن مدربهم جاء لنا في غرفة خلع الملابس بعد المباراة وقام بتهنئتنا على الفريق وقال إنه فريق مميز ويضم لاعبين على مستوى، لذلك نحن سعداء بمردود اللاعبين وفخورون بشبابنا فهم كانوا رجالا على قدر المسؤولية ولم يقصروا على الإطلاق ونحن نفخر بهم جدا، وإن شاء الله يكون القادم أفضل.
حزن طبيعي
{ هل شعرتم بالحزن بعد نتائج المباريات الأخرى وتأهل باراجواي كأفضل ثوالث بنقطتين فقط..؟
بلا شك، فطموحنا دائما للأكبر ونحن نتطلع لأن نحقق نتائج مميزة ولا نكتفي بالتمثيل المشرف بل ونصل للاعلى، ونتقدم خطوات كبيرة للأمام تليق بطموحاتنا وإمكانياتنا أيضا، وبالفعل كنا نريد التأهل وحصد بطاقة العبور على حساب الارجنتين، وبالتالي فمن الطبيعي ومن حقنا نحزن، لكن في النهاية جميع اللاعبين لم يقصروا وأدوا الواجب المنتظر منهم، ونأمل ونتطلع أن يكونوا أفضل في الاستحقاقات القادمة ويتمكنوا من تقديم الأفضل وتشريف الكرة القطرية كما عودونا.
{ مباراة باراجواي هل كنا الأقرب للفوز فيها..؟
رغم تأخرنا في المباراة بالشوط الأول الا اننا عدنا بقوة في الشوط الثاني، ونجحنا في الوصول لمرمى الفريق المنافس وسجلنا هدفين وكنا قريبين للغاية من الفوز لولا سوء التوفيق الذي لازم اللاعبين في الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى، ونلتمس لهم العذر خاصة انها كانت المباراة الأولى للفريق في البطولة، وعلى ملعب تاريخي مثل ملعب الماراكانا في ريو دي جانيرو، لكن يحسب للاعبين الشخصية التي عادوا بها للمباراة والتي أثبتوا بها أن المنتخب شخصيته قوية بالفعل.
دعم ومساندة
{ المنتخب كسب تشجيع البرازيليين وتعاطفهم، وتشجيع الجاليات العربية فكيف ترى ذلك …؟
الحمد لله هذا فضل من الله سبحانه وتعالى، ونأمل دائما أن يستمر الحب والدعم والمساندة للفريق القطري في كل مكان لأنه في النهاية يمثل كل العرب وليس قطر فقط، وأود أن أشكر كل جماهير الجاليات العربية، وايضا الجماهير البرازيلية التي آزرتنا في المدن الثلاث، سواء ريو دي جانيرو أو ساوباولو وأيضا بورتو إليجري.
{ من اللاعب الذي تراه كان نجم المنتخب في هذه البطولة..؟
كل اللاعبين أدوا بشكل كبير، وما يميز فريق قطر الحالي هو الجماعية وهي أمر ضروري للغاية بالنسبة للمنتخب ليواصل مسيرته الناجحة، وأعتقد أن الكل لم يقصر على الإطلاق وقدموا بطولة كبيرة للغاية بكل تفاصيل نالت إعجاب الشارع الرياضي القطري بشكل خاص والعالمي بشكل عام.
{ هل ترى انكم الآن قد وصلتم للقمة..؟
لا على الاطلاق، فنحن كمنتخب أمامنا أهداف واستراتيجية للوصول إلى أعلى سقف، وأنا أعتبر هذه البطولة السلم الأول والبداية لدعم الفريق بالمزيد من التجهيزات والتحضيرات حتى الوصول لكأس العالم 2022 جاهزاً ومهيأً ويظهر بأفضل صورة من أجل تشريف الكرة القطرية، وهذا ما يدركه المسؤولون جيدا وهم غير مقصرين في هذا الجانب ومهتمون به كثيرا وحريصون على أن يصبح الفريق جاهزا للعب ضد أي فريق في المستقبل بدون أدنى مشكلة.
قرار صائب
{ أتعتقد أن القرار من اتحاد الكرة بالمشاركة في البطولة قرار صحيح وخطوة صائبة..؟
بدون أدنى شك طبعا، خطوة تحسب لاتحاد الكرة وللمسؤولين، وأعتقد أن الشكر كله للمنظومة كاملة ممثلة في الاتحاد ولجنة المنتخبات الوطنية وايضا اكاديمية اسباير مصنع الابطال التي صقلت مواهب اللاعبين وساهمت في بنائهم من الصغر حتى وصلوا لمستوى مميز للغاية، كما أود شخصيا أن أشكر الشيخ جاسم بن حمد الأب الروحي للمنتخب، وأشكره على تواجده ووقوفه خلف الفريق في البطولة، فقد حضر كل المباريات وساند اللاعبين، وهذا ليس جديدا على بوفهد إطلاقا.
{مارأيك في مسيرة المدرب سانشيز حتى الآن ..؟
سانشيز مدرب مميز وتعامل مع كل المباريات بذكاء شديد، ونجح الفريق معه في الظهور بمستوى رائع.
{ ماهي الرسالة التي توجهها للاعبين..؟
أشكرهم أولا على إخلاصهم وروحهم القتالية، وأقول لهم إننا لازلنا في بداية المشوار وأمامنا الكثير من التحديات، ويجب أن تواصلوا العمل والاجتهاد خاصة أن سقف الطموحات لدى الجميع قد ارتفع، وانتم قدها وعلى قدر المسئولية وثقتنا فيكم بلا حدود.
كلمة أخيرة..؟
بصراحة أود أن أشكر الإعلام على دعمهم لنا، والتواجد في البرازيل للوقوف خلف المنتخب ومساندة اللاعبين بشكل رائع جدا وكل الأمنيات لكم بالتوفيق أيضا.
copy short url   نسخ
26/06/2019
1136