+ A
A -
الرباط- الوطن- عماد فواز
وصف سياسيون ودبلوماسيون مغاربة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن، بالزيارة «التاريخية الهامة» في وقت تعج به المنطقة بالعديد من الأزمات الصراعات الخطيرة، مؤكدين لـ«الوطن» أن العالم ينظر لقطر نظرة «الحليف المتزن» القريب من جميع أطراف الأزمات في «الخليج، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا»، وأيضا الأطراف المتصارعة في أفغانستان، ومن ثم فإن الكثيرين حول العالم يعولون على زيارة حضرة صاحب السمو واجتماعه بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لنزع فتيل الحرب المرتقبة بين واشنطن وإيران، وهي الأزمة التي يخشى الجميع اندلاعها في أي وقت خاصة بعد إعلان إيران التخلي عن اتفاقية روما بشأن الملف النووي الإيراني المعروف باسم (5+1)، وما تبعها من تصريحات مُقلقة من الطرفين، إلى جانب العديد من الملفات الشائكة التي ستوضع على طاولة النقاش.
تدخل ناجع
وقال، ياسين الشوبي، عضو لجنة الشؤون العربية بالكونفدرالية الوطنية لليسار المغربي لـ«الوطن»، ان زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إلى واشنطن هي الثانية خلال أقل من عامين، وهو ما لم يحدث من قبل مع زعيم عربي، وقد يدل الاستقبال الحافل لحضرة صاحب السمو، مساء الإثنين، خلال مأدبة العشاء التي أقامها، ستيفن منوتشن، على شرف سموه بحضور الرئيس ترامب في مقر وزارة الخزانة – وهو أمر غير مسبوق أيضا-، ثم لقاء سموه بالرئيس ترامب مساء الثلاثاء في البيت الأبيض، وجدولة لقاءات بمسؤولين عسكريين على رأسهم وزير الدفاع بالإنابة الجنرال مارك إسبير، وزعماء مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كل هذا يدل على أن الزيارة لها طبيعة خاصة وهامة، فإلى جانب الاتفاقيات والمعاهدات الهامة التي تم الإعلان عنها، هناك مساحة واسعة في وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن الوساطة القطرية لحل الأزمة «الأميركية- الإيرانية» ووقف وتيرة التصعيد بين الطرفين، ويعول الكثيرون حول العالم على هذه الوساطة، لا سيما أن قطر حليف مهم لأميركا ويحظى حضرة صاحب السمو بثقة وتقدير كبيرين داخل الإدارة الأميركية، خاصة مع تزايد المخاوف الأوروبية من تأثر سوق النفط العالمي نتيجة تزايد التوتر، وغلق الممر الملاحي الدولي الهام بالنسبة لسوق النفط بسبب هذه التوترات، وهذه الأزمة تحديداً يثق المجتمع الدولي في قدرة قطر على التدخل الناجع فيها.
ملفات شائكة
وأكد أمين الناصري، الدبلوماسي بوزراة الخارجية المغربية سابقاً، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لواشنطن، أتت في وسط تصعيد خطير تشهده منطقة الخليج بين طهران وواشنطن، بعد رفع إيران معدلات تخصيب اليورانيوم في ظل انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وفرض الولايات المتحدة مزيدا من العقوبات، في الوقت نفسه نجحت الدوحة في احتضان حوار ناجح بين الفرقاء الأفغان يوم الأحد الماضي بحضور ألماني، ما يمهد لنهاية حالة الصراع الدائر في البلاد منذ سنوات، كذلك القضية الفلسطينية التي تمثل أم القضايا بالنسبة للعرب والمسلمين، إضافة للأزمة الليبية وأزمة السودان، وفوق ذلك أزمة حصار قطر المستمرة منذ أكثر من عامين، كل هذه الملفات الشائكة نجد لقطر دوراً في تفكيك تعقيداتها والتداخل الإيجابي معها كوسيط بين جميع الأطراف بما فيها أزمة الحصار تمتلك الدوحة مفاتيح حلها، وهي بالتأكيد ملفات مطروحة على الطاولة للنقاش بين الزعيمين، لا يمكن تأجيلها حتى موعد الحوار الاستراتيجي «القطري الأميركي» يناير المقبل، وبالتالي فإن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة بالنسبة للمنطقة والعالم ومردودها السياسي مهم جداً لقطر وللمنطقة والعالم العربي.
copy short url   نسخ
11/07/2019
505