+ A
A -
نيويورك - الوطن
أكدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على أهمية الترابط الوثيق بين التعليم وكافة جوانب التنمية المستدامة، وذلك أمام شريحة واسعة من صناع القرار في العالم، بمقرّ الأمم المتحدة.
وقد أوضحت سعادة الشيخة هند، خلال مشاركتها في المنتدى السياسي الرفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة لعام 2019، وهو منصة أممية تجمع سنويًا قادة من العالم لمتابعة تنفيذ هذه الأهداف، أن تعزيز التنمية البشرية من خلال التعليم يُشكّل نواة رؤية قطر الوطنية من أجل مستقبل مستدام، ويعكس الجهود الوطنية في سبيل تحقيق هذه الرؤية.
وخلال الحلقة النقاشية التي تناولت الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والتي دعا فيها المشاركون إلى أهمية توفير تعليم شامل وعالي الجودة بالإضافة إلى تعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع، أكدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني -أمام جمهور دولي من بينهم شخصيات بارزة في الأمم المتحدة ووزراء من الدول الأعضاء في المنظمة- على أن السعي لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة المحددة في الخطة العالمية للتنمية المستدامة عام 2030، لا بدّ وأن يكون متداخلًا مع التعليم.
وأثناء زيارة سعادتها إلى الولايات المتحدة الأميركية وقّعت الشيخة هند على «بيان دعم الرئيس التنفيذي لمبادئ تمكين المرأة»، وذلك في إطار تحقيق المساواة بين الجنسين، والذي ورد في الميثاق العالمي للأمم المتحدة وهي مبادرة من الأمم المتحدة ترمي إلى تشجيع الشركات والمنظمات في جميع أنحاء العالم على تبني سياسات مستدامة ومسؤولة اجتماعيًا.
ويعكس دعم مؤسسة قطر لتطبيق هذه المبادئ التزامنا بتوفير تعليم شامل ومتكامل، يوفر الفرص للجميع لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، ورعاية المؤسسة لجيل جديد من القيادات النسائية المستقبلية، وتمكين النماذج القيادية اللواتي ساهمن في تقدّم مسيرة التنمية المستدامة في البلاد.
يعدّ المنتدى السياسي الرفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة لعام 2019، الذي يُعقد في الفترة الممتدة من 9 لغاية 18 يوليو، تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، منصة الأمم المتحدة الرئيسية لمناقشة أحدث المستجدات في مسيرة التنمية المستدامة.
حضر المنتدى ممثلون عن الحكومات وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومجموعات من المجتمع المدني وشركات من 197 دولة عضو في الأمم المتحدة، وذلك لما يمثله المؤتمر من فرصة دولية لتبادل التجارب من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتسليط الضوء على الجهود العالمية والإنجازات الدولية في هذا المجال، إضافة إلى السياسات، والتحديات، والحلول الناجعة التي تُساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي يبلغ عددها 17.
مع انطلاق الحلقة النقاشية التي ركزت على الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والتي ترأستها سعادة السفيرة إنقا روندا كينق رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ألقى رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون، المبعوث الخاص لشؤون التعليم لدى الأمين العام للأمم المتحدة، خطابًا شدد فيه على العلاقة الوطيدة بين الأهداف والغايات المنشودة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتغيرات في السياسات إضافة إلى الالتزامات طويلة الأمد المطلوبة من أجل ضمان وجود صلة متينة بين هذه الأهداف والفوائد التي تعود بالنفع على المجتمع العالمي.
بدورها، قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمؤسسة:«لا بدّ أن يتطور التعليم بما يلبي احتياجات الأفراد والمجتمعات، وبما يعكس الاضطراب الذي يواجه العالم والذي تحوّل إلى نمط حياة في يومنا هذا، كذلك لا بدّ أيضًا من الإبقاء على المبادئ الأساسية للتعليم مع الحرص على عدم تضييق نطاق التجربة في اختبار كلّ جديد في هذا المجال، كما أننا نؤمن أن التعليم يجب أن يكون مصدر إلهام للشباب وأن تتخذه هذه الفئة مسارًا لها لاغتنام الفرص وتحقيق أهدافهم- التعليم هو حجر الأساس للتنمية المستدامة الشاملة».
وأضافت سعادة الشيخة هند: «إن إمكانية تحقيق النمو الاقتصادي، وتعزيز الإنتاجية في العمل، والحدّ من عدم المساواة، وبناء مجتمعات مسالمة ومتكاملة، مرتبطة بالتعليم، وهو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. في الوقت نفسه، فإن توفير التعليم بالشكل الذي نص عليه هذا الهدف يؤتي ثماره بحقّ عندما يتمكن الناس من التماس تأثيراته الإيجابية، وعندما يؤمنون بأهميته وبقدرته على تحقيق تطلعاتهم».
وختمت سعادتها قائلة:«هذا الإدراك بالعلاقة الوثيقة بين التعليم والتنمية المستدامة، يتجسد في الأهمية الجوهرية التي توليها قطر للتعليم والتي تتخذ من أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة نواة لها، جنبًا إلى جنب مع رؤيتنا الوطنية؛ إذ تأتي التنمية البشرية في صميم رؤيتنا في قطر، ومنها ننطلق لتعزيز الروابط بين مختلف القطاعات، والشركاء، وجميع أفراد المجتمع- ولا يمكننا أن نمضي قدمًا في تحقيق ذلك إلا من خلال التعليم الذي حثّ عليه الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الأممية، والذي نوفره نحن في مؤسسة قطر».
وخلال الحلقة النقاشية – التي عقدت بإدارة سعادة السيدة هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة- أوضحت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، كيفية ارتباط نموذج مؤسسة قطر الفريد من نوعه حيث الجودة في التعليم الشامل للجميع، بمختلف القطاعات بدولة قطر، بما يمكّن الشباب من الإدراك والالتحاق بالمسارات والمجالات التي يمكنهم من خلالها المساهمة في تحقيق رؤية الدولة للتنمية المستدامة بالتزامن مع تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم الفردية على حدّ سواء. كذلك تحدثت سعادة الشيخة هند بنت حمد عن شراكة مؤسسة قطر مع المنظمات القطرية مثل صندوق قطر للتنمية، التعليم فوق الجميع، وعلّم من أجل قطر، وذلك في إطار توحيد الجهود الوطنية وتعزيزها لإحداث التأثير الإيجابي في مجال التعليم على المستويين الوطني والدولي.
وكان من بين المتحدثين في هذه الحلقة النقاشية كلّ من البروفسور كاز يوشيدا، الرئيس المشارك للجنة التوجيهية لأهداف التنمية المستدامة في التعليم 2030، ومدير مركز دراسات التعاون الدولي في التعليم، جامعة هيروشيما اليابان؛ الدكتورة كومبو بولي باري، مقرِّر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحقّ في التعليم، ووزيرة التربية والتعليم ومحو الأمية السابقة في جمهورية بوركينا فاسو، والسيدة ستيفانيا جيانيني، مساعد المدير العام للتربية، في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)؛ والسيد جون ماكلوجهلن، نائب وزير التربية وتنمية الطفولة المبكرة في مقاطعة نيو برونزويك، كندا.
الجدير بالذكر أن مبادئ تمكين المرأة تدعو إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وقد أقر هذه المبادئ أكثر من 2000 شخصية من قادة الرأي في جميع أنحاء العالم. وخلال حفل التوقيع، ناقشت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، مع السيدة فومزيلي ملامبو-نغكوكا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، مساعي مؤسسة قطر ومساهمتها في تمكين المرأة بقطر، ودور المؤسسة في توفير التعليم الشامل والمتكامل على المستويين الوطني والإقليمي.
copy short url   نسخ
11/07/2019
1244