+ A
A -
باريس- الوطن- خديجة بركاس
وصف سياسيون وعسكريون فرنسيون جرائم ميليشيات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في غرب ليبيا مؤخرا بـ «مغامرة إحراق المنطقة» بدعم مالي وعسكري من أبوظبي والرياض والقاهرة.
مؤكدين لـ الوطن أن خليفة حفتر قام منذ الرابع من أبريل الماضي بمغامرة «حمقاء» للسيطرة على ليبيا بالكامل ظناً منه أن عملية تطويق العاصمة طرابلس وإسقاط حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا أمر سهل، وأن إعادة نظام القذافي في صورة نجله سيف الإسلام القذافي الذي يتم إعداده في أبوظبي منذ عامين تقريباً أمر يسير، لكن الواقع أكد أن حفتر ومن خلفه راهنوا رهاناً خاسراً سوف يكلفهم أكثر مما تخيلوا.
ومن جانبه أكد فرنسوا ترويا، عضو المكتب السياسي للشؤون الخارجية بحزب «الجمهوريون الفرنسي» لـالوطن، أن الإمارات تسعى منذ أكثر من عامين لإعادة نظام القذافي للحكم، بدأت بإعداد سيف الإسلام القذافي في أبوظبي وعقد صفقة مع خليفة حفتر على تقاسم السلطة فيما بعد، وقامت في سبيل هذا بدعم القبائل الموالية للقذافي في الشرق والجنوب بدعم مالي وتنسيق مباشر من أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية السابق المقيم في القاهرة حالياً، هذا السيناريو كاد أن يفشل تماما بالسير في طريق الحل السياسي الذي تم الاتفاق عليه في إيطاليا العام الماضي بوساطة فرنسية بين الأطراف أو الفرقاء الأربعة في ليبيا، ولهذا انقلب حفتر على الاتفاق وقام قبيل البدء في الانتخابات الرئاسية التي كان مقررا لها شهر مايو الماضي بالانقلاب على الاتفاق وشن هجوماً عسكرياً بمباركة الرياض وأبوظبي والقاهرة التي زارها جميعاً في رحلة مكوكية قبل شن عمليته العسكرية الغريبة المعلومة النتائج مسبقاً، ومن ثم عادت الأمور في ليبيا لما قبل عام 2015، وتم نسف جميع مساعي الحل التي بدأت بمؤتمر الصخيرات في المملكة المغربية وختاما بمؤتمر إيطاليا، في محاولة للبدء من جديد دون وضع باقي أضلاع المربع «حكومة الوفاق الوطني، وبرلمان طبرق، رئاسة مجلس الدولة» في معادلة الحكم وفرض حفتر خياراً وحيداً يعود من خلاله سيف الإسلام القذافي لسدة الحكم، وهو أمر مستحيل ولن يقبله المجتمع الدولي.
وأكد ألبير مانرو، الباحث في مركز الدراسات الأمنية والدفاعية (CHNZ) بباريس، أن الوضع في ليبيا الآن أصبح خطيرا للغاية، لا سيما أن حفتر وقواته هزموا هزيمة نكراء أفقدتهم السيطرة على مسار القوات وحركتها، وهذه الخسارة الثقيلة في غريان سوف تعيد حسابات الدول الداعمة لحفتر «السعودية والامارات ومصر»، فالخسارة ثقيلة وتؤكد عدم قدرة حفتر على مواصلة تنفيذ المخطط أو الأجندة السعودية الاماراتية بإعادة نظام القذافي وحمايته وتمكينه من السيطرة على ليبيا، الوضع بات مربكا للجميع وحفتر أثبت فشله السياسي والعسكري، وأكد أنه مجرد قائد لميليشيات تتحرك عشوائياً بدعم من طيران «الإمارات ومصر» دون تغطية أو تحرك حقيقي على مستوى قوات المشاة والمدفعية، وهذه الميليشيا أو ما يسمى الجيش الحر غير قادر على تحقيق أي تقدم عسكري ولا يمثل أي خطورة على الدولة الليبية، ولن تستطيع مهما بلغ الدعم الإماراتي السعودي المصري لها من التقدم خطوة واحدة، ومهما طال الزمان سوف ينتهي الليبيون إلى الحل السياسي بوساطة دولية وأممية دون وضع سيف الاسلام القذافي كرقم في المعادلة.
copy short url   نسخ
19/07/2019
1004