+ A
A -
} عملية خانيونس أعقبتها استقالات في جهاز أمان الإسرائيلي
عواصم –وكالات - قال ضابط إسرائيلي إن «التحقيق الإسرائيلي الميداني في فشل عملية خانيونس كشف عن إخفاقات عميقة في منظومة العمليات الخاصة التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية «أمان»، لأن نتائج التحقيق التي كشف النقاب عنها أفصحت عن معلومات غائبة عن الجمهور الإسرائيلي، وأن النتائج الجزئية التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي قبل أيام أشارت إلى جملة من الثغرات العملياتية لمثل هذه الوحدات الخاصة».
وأضاف تال ليف-رام في مقاله بصحيفة معاريف، أنه «من الطبيعي أن تحتل العملية الفاشلة العناوين المركزية بوسائل الإعلام، لأنها أشارت إلى عدد من أوجه الإخفاق القاسية التي وقع فيها أفراد الوحدة، ورغم أن عمليات أخرى نفذتها هذه الوحدات في حربي لبنان الثانية 2006، والجرف الصامد في غزة 2014، وحصل عناصرها بموجبها على جوائز وأوسمة تكريمية، لكن هذا الأمر لم يحصل في خانيونس».
وأكد ليف-رام، الخبير الأمني الإسرائيلي: «نتحدث عن 45 دقيقة من التحقيق المكثف الذي أجراه مسلحو حماس مع أفراد الوحدة، وما أبدوه من رباطة جأش وبرود أعصاب، حتى العشرين دقيقة التي تخللها إنقاذ أفرادها رغم إطلاق النار عليهم، إلى أن وصل آخر فرد فيهم إلى داخل الحدود الإسرائيلية، رغم ذلك، لكن العملية بمجرياتها كشفت وأماطت اللثام عن جوانب حساسة، ولم تعد خافية على أحد من الإخفاقات وأوجه الفشل».
وأوضح أن «جوانب الإخفاق تتعلق بالتخطيط للعمليات ذاتها من الأساس، مرورا بالإشراف على التنفيذ في مختلف مراحله على الأرض، وعدم توقع الظروف غير الملائمة التي قد تقع فيها هذه الوحدات، وتذهب بها إلى أوضاع غير ملائمة البتة، لا سيما للمقاتلين على الميدان».
وأشار إلى أنه «بسبب الرقابة العسكرية الإسرائيلية التي ما زالت مفروضة علينا نحن الصحفيين، فإننا لن نستطيع التوسع في الحديث عن هذه الإخفاقات، لكن مجرد الحديث عن وجودها شكل بحد ذاته سلسلة تبدأ ولا تنتهي من الأخطاء الاستباقية التي سبقت الذهاب إلى أرض العدو لتنفيذ العملية، الأمر الذي يتطلب إجراء تغيير جوهري في منظومة العمليات الخاصة».
وأضاف أن «بعض المحللين الإسرائيليين فضلوا الحديث رغم كل هذه الإخفاقات عما أسموه الحظ السيئ، لأنه بجانب العملية الفاشلة في خانيونس فقد نفذت وحدة العمليات الخاصة عشرات العمليات الناجحة أكثر تعقيدا، وانتهت بنجاح كبير».
وأشار إلى أن «أفراد هذه الوحدة وقعوا في هذا الفشل، رغم تمتعهم بالقدرات المهنية والتفوق التكنولوجي والقيام بالحيلة المناسبة أمام العدو، بجانب المعلومات الأمنية والاستخبارية الكافية التي يتم توفيرها للجيش الإسرائيلي، ما جعلها تتجاوز كثيرا قدرات العدو في أرض الميدان، وفي معظم تلك العمليات لم يعرف العدو ماذا حصل إلا بعد النجاح في تنفيذها». وأكد أن «التحقيق الإسرائيلي في فشل عملية خانيونس سلط المزيد من الأضواء على عمليات التنكر والاستخبارات والتخطيط والتحضير للانسحاب، حتى في العمليات التي انتهت بنجاح، ولذلك فقد أشار فشل عملية خانيونس إلى بعض الثغرات التي لم تكن واضحة في عمليات أخرى ناجحة، لم ينتبه إليها أحد».
وخلص إلى القول إن «الإخفاق الذي وقعت فيه القوة الخاصة في عملية خانيونس يتطلب استخلاص المزيد من الدروس والعبر، حتى من تلك العمليات الناجحة، مع العلم أن حماس سجلت نجاحا وإنجازا لا يستهان به في كشفها للقوة الخاصة، وقتلها للضابط قائد الوحدة، وجاءت جملة الاستقالات التي شهدها «أمان» في الشهور الأخيرة بصورة أو بأخرى مرتبطة بفشل عملية خانيونس، ما زاد من أزمة الثقة داخل الاستخبارات الإسرائيلية.
copy short url   نسخ
19/07/2019
1046