+ A
A -
الدوحة: الوطن
تماشياً مع رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة وزيادة المسطحات الخضراء، وبناء على توجيهات معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بإنشاء لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة، سيتم تنفيذ العديد من الأعمال التطويرية والتي من أهمها إنشاء شبكة مترابطة وآمنة من مسارات المشاة والدراجات الهوائية وزراعة الأشجار وزيادة المسطحات الخضراء وتجميل الدوحة، وتطوير الكورنيش.
وفي أول حوار صحفي لرئيس لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة المهندس محمد عرقوب الخالدي، قال إن مشروع الدوحة المركزية من أهم مشاريع اللجنة وسيتم التركيز على الأعمال المطروحة تكملة لتنفيذ البنية التحتية المتكاملة في المناطق وتوفير مسارات جديدة وآمنة للمشاة، كي تتميز بسهولة الوصول والتحرك داخل معالم الدوحة والمناطق الحيوية، حيث سيتم تزويدها جميعها بالبنية التحتية المتكاملة وأعمال الزراعة والتجميل إضافة للأعمال الفنية والمجسمات التي سيتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح رئيس اللجنة لـ«الوطن» أن مشروع تطوير منطقة الدوحة المركزية هو الثمرة الأولى للتعاون المشترك لأربع جهات حكومية من خلال لجنة المجسمات والأعمال الفنية، حيث يغطي المشروع مساحات كبيرة من مدينة الدوحة بما فيها منطقة الكورنيش، وغايته الأساسية هي خلق روح مميزة للمنطقة وطابع معماري خاص ملائم لطبيعتها وتاريخها، وربط طرقاتها وأحيائها بمسارات مشاة ودراجات هوائية، بالإضافة إلى إحياء المنطقة وتسهيل الوصول إليها. ونظراً لأهمية الموقع وطابعه الخاص، كانت له الأولوية في اللجنة لاختيار الأعمال الفنية وذلك بالاستعانة بفنانين قطر، مواطنين ومقيمين، لتكون لهم بصمتهم في دولتنا الحبيبة قطر.
وأضاف أن اللجنة تهدف إلى توثيق التعاون الثقافي والفني والتقني في مجال الأعمال الفنية والمجسمات بين الجهات المعنية في دولة قطر. ذلك بالإضافة إلى توظيف الإبداع الفني والانتاج الابتكاري للمواهب القطرية ومواهب المقيمين في قطر، لإثراء المدن والطرق بمظاهر جمالية مميزة، وإبراز الهوية القطرية في مجال الفن والنحت، وتعزيز الثقافة الفنية لدى الشعب في دولة قطر.مشيراً إلى أنه سيتم اختيار الأعمال من قبل لجنة فنية مختصة لاختيار الأعمال مكونة من هيئة الأشغال العامة وهيئة المتاحف والبلدية وزارة الثقافة، كما يوفر الموقع الإلكتروني للجنة إجابات حول الأعمال الفنية والمجسمات ومهام اللجنة وغيرها من الاستفسارات.
وأكد م.الخالدي لـ«الوطن» أنه سيتم التركيز على الهوية القطرية في الأعمال التي سينفذها الفنانين، لاسيما المشاريع التي تتبناها اللجنة لتطوير الحدائق والأهداف التجميلية، وقال: «حرصنا على أن تكون الأعمال الفنية التي سيتم تنفيذها بأياد قطرية ومن خبرة فنانين قطريين مخضرمين»، وأضاف «خطتنا طويلة الأمد وتهدف لإحياء التراث والفنون والفنان القطري، وليس هذا فقط بل أن سياسة اللجنة منفتحة على خبرات وإضافات الفنانين القطريين وغير القطريين والفنانين العالميين ؛ للاستفادة منهم، وفتح الباب أمامهم، لإضافة لمسات فنية في مناطق الدولة، بما يمكن تنفيذه وما يتناغم مع الطابع القطري وفنون التراث.
ولفت م.الخالدي أن المشاريع لم تقتصر فقط على الدوحة بل ممتدة إلى المناطق المحيطة والخارجية في جميع أنحاء الدولة من الجنوب إلى الشمال، حيث إنه تم الاتفاق لتنفيذ المشاريع من قبل 5 مقاولين للتجميل في جميع مناطق قطر، بقيمة 700 مليون ريال قطري تتضمن إنشاء مسارات المشاة والدراجات الهوائية والتشجير والتجميل للطرق الرئيسية والمحلية في أماكن متفرقة بالدولة وتطوير بعض الحدائق الأخرى داخل المدن من خلال تصميم وتنفيذ حدائق ذات طابع خاص، وفي الوكرة على سبيل المثال تم تنفيذ أول مشروع للجنة في الشارع المؤدي لاستاد الجنوب، وتوفير البنية التحتية للأكشاك وأماكن الجلوس، وسيتم توفير حديقة جديدة في الوكرة خلال شهرين، وتعتبر نموذج لحديقة الأبراج في الدوحة، وهناك مشاريع حدائق على قائمة مهام اللجنة مثل حديقة روضة الخيل وأم سنيم والغرافة وروضة الحمامة، سوف تضم جميع الخدمات ومرافق رياضات المشي والجري والاستجمام وخدمات الزائرين بتوفير أماكن للأكشاك والمقاهي وغيرها من احتياجات الزوار والمستخدمين.
من الجدير بالذكر أن زيادة النهضة العمرانية والذي يتبعه نمو مستمر في عدد السيارات كوسيلة وحيدة للتنقل والوصول إلى الوجهات اليومية أدى إلى زيادة الحاجة إلى توفير خدمات مستدامة وصديقة للبيئة تعمل على تحسين نمط الحياة، ولذلك قامت اللجنة باتخاذ خطوات إيجابية لتوفير شبكة طرق وشوارع تتضمن مسارات آمنة ومظللة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية مما يساهم في تحقيق التوازن بين الحركة المرورية وحركة المشاة والدراجات الهوائية والحد من الحوادث والازدحام المروري داخل المدينة.
وتتضمن أعمال اللجنة خمس مهام رئيسية تشمل توفير مسارات خاصة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية في الطرق والأماكن العامة، وتوفير أماكن استراحة مظللة وخدمات عامة وعلامات استرشاديه لجعل هذه المسارات أكثر حيوية وجاذبية، بالإضافة لتحسين السلامة المرورية عليهم، بناء حدائق عامة وتهيئتها لتكون مناسبة للعائلات والزوار حيث تتضمن ساحات مفتوحة ذات استخدامات متفرقة ومناطق خاصة بالأطفال ومسارات للمشاة والدراجات الهوائية ومحبي رياضة الجري ومناطق لممارسة الرياضة في الهواء الطلق ومساحات خاصة لمواقف السيارات والباصات والخدمات العامة، تطوير الكورنيش وإضافة مسارات للدراجات الهوائية عليه وتنفيذ أنفاق عبور للمشاة والدراجات الهوائية.
كما تشمل الأعمال مشروع تطوير منطقة الدوحة المركزية والذي يهدف إلى خلق بيئة صحية ومجتمعية وثقافية تساهم في تعزيز حركة المشي من خلال ربط كافة المراكز الحيوية في المنطقة وتوفير وسائل تنقُل صديقة للمشاة كمسارات ومعابر المشاة، مما يشجع الزوار على استخدم وسائل المواصلات المختلفة واتباع نمط حياة صحي فضلاً عن تحويل المسار لوجهاتهم إلى رحلة ممتعة، ويشمل تطوير المنطقة أعمال تشجير وتجميل للشوارع الرئيسية والداخلية لرفع القيمة الجمالية لهم وللمناطق السكنية والمراكز الحيوية والحفاظ على التوازن الحيوي وعلى البيئة بالإضافة لتحسين وتجميل واجهات المباني المعمارية المرتبطة بتلك الشوارع؛ لتحقيق الرؤية الشاملة للمنطقة والتي ستساهم في تعزيز هوية وموروث دولة قطر التاريخي والثقافي واحترام البيئة الطبيعية للدولة.
كما سيتم تنفيذ بعض أعمال البينة التحتية ومباني لمواقف السيارات بالإضافة لتطوير المساحات الخضراء والأماكن العامة في منطقة الدوحة المركزية لاستخدامها في خلق أماكن جاذبة وحيوية، وذلك من خلال توفير عناصر خدمية وجمالية كالاستراحات والمقاعد والأكشاك وشاشات العرض والأعمال الفنيه التجميلية وغيرها مما يشجع الزوّار على التفاعل في المكان والاستمتاع بالمنظر العام، وأعمال التشجير وزيادة المسطحات الخضراء والتي تقوم بتنفيذها «أشغال» من خلال مشاريع الطرق السريعة والطرق المحلية ولجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة.
كما تتضمن مهام اللجنة الإشراف على تنفيذ أعمال تجميلية للجسور مثل جسور محور صباح الأحمد وجسور المشاة على الطريق الدائري الأول والثاني وتنفيذ جسور الدرجات الهوائية المعلقة، ذلك بالإضافة لتطوير بعض الشواطئ في أماكن مختلفة بقطر.
بيئة اجتماعية وثقافية جديدة تخلقها شبكة مترابطة من مسارات المشاة والدراجات الهوائية
وتقوم اللجنة بالتركيز على أهمية حركة المشاة والدراجات الهوائية كعنصر أساسي من عناصر وسائل حركة التنقل المختلفة داخل المدينة، وأكثرها سهولة وسرعة داخل الأحياء السكنية، وأنظفها بيئياً، وأفضلها من حيث التفاعل الاجتماعي. وستقوم «أشغال» من خلال مشاريع الطرق السريعة والطرق المحلية ومن خلال لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة بالإنتهاء من تنفيذ 2650 كيلومترا من مسارات المشاة والدراجات الهوائية بحلول عام 2022. تدعم مشاريع اللجنة التنمية الاجتماعية والثقافية بقطر من خلال تغيير ثقافه المجتمع بزيادة الاهتمام بالسير إلى أماكن العمل والتسوق والترفيه، وبالتالي بناء مجتمع يعزز نمط الحياة الصحي ويدعم الرياضة، كما ستتم إعادة إحياء عناصر الطابع العمراني القطري في بعض الشوارع والطرق الداخلية والأماكن الحيوية والمناطق السكنية والساحات المفتوحة، مما يعطي سمة جمالية وحضارية وثقافية، كما تعمل اللجنة أيضاً على تشجيع الشراكة مع الفنانين المحليين لإضافه بصمة فنيه لهذه الأماكن.
copy short url   نسخ
22/10/2019
1544