+ A
A -
طهران - وكالات - تصاعدت لهجة السلطات الإيرانية تجاه الاحتجاجات الشعبية على خلفية رفع أسعار الوقود، ما أدى لإغلاق 5 محطات مترو وتوقيف 40 متظاهرًا، حيث حذرت وزارة الاستخبارات من أن السلطات ستتعامل بصرامة مع المخلين بالأمن العام ومن يستهدفون أمن واستقرار البلاد، فيما اتهم مرشد الجمهورية من سماهم بأعداء الثورة بالوقوف وراء الاحتجاجات.
وقالت وزارة الاستخبارات: «الأعداء الذين يعولون على هذه الاحتجاجات لن ينالوا إلا اليأس وخيبة الأمل»، معلنة أنه تم التعرف على العناصر المحركة للاحتجاجات وستتخذ الإجراءات اللازمة ضدهم.
وأوقفت السلطات أربعين شخصا في مدينة يزد بعد صدامات مع الشرطة خلال مظاهرات خرجت احتجاجا على رفع أسعار البنزين، بحسب ما ذكرت وكالة إسنا شبه الرسمية.
ونقلت الوكالة عن المدعي العام بالمدينة محمد حداد زاده قوله إن الموقوفين «مثيرو شغب» ومتهمون بتنفيذ أعمال تخريب ومعظمهم ليسوا من سكان المدينة.
كما نقلت عن مصدر بوزارة الاتصالات قوله إن مجلس الأمن الوطني التابع للداخلية قرر قطع خدمات الإنترنت لمدة 24 ساعة، وأكد وجود مساع للتفاوض مع الجهات المسؤولة لإعادة الخدمة إلى المواطنين.
وفرضت قيود شديدة على الإنترنت منذ اندلاع الاحتجاجات، حسبما أكد نتبلوكس، وهو موقع لمراقبة الإنترنت. وقال الموقع إن «إيران تغلق شبكة الإنترنت الوطنية بشكل شبه كامل، وبيانات الوقت الفعلي للشبكة تظهر أن مستوى الاتصالات 7 بالمائة من المستويات العادية بعد 12 ساعة من انقطاع الشبكة التدريجي».
ومنذ ليلة السبت - الأحد شهدت البلاد انقطاعا كاملا في شبكة الإنترنت عقب خروج تجمعات احتجاجية في عدد من المدن تنديدا بقرار الحكومة رفع أسعار المحروقات.
وتأتي هذه التطورات في وقت أكد مرشد الجمهورية علي خامنئي دعمه لقرار زيادة سعر البنزين، وشدد على ضرورة تنفيذه، لكنه حث المسؤولين على التعامل بدقة في هذا الصدد بما لا يؤثر على المواطنين.
ورأى خامنئي أن ما يجري من أعمال شغب وتخريب يقف وراءها الأعداء ومعارضو الثورة، وقال: «هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك، ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا. الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائما أعمال التخريب وانتهاك القانون ويواصلون فعل ذلك».
ونقل التليفزيون عن المرشد قوله: «لست خبيرا، وهناك آراء مختلفة، لكنني قلت إنه إذا اتخذ قادة الفروع الثلاثة قرارا، فإنني أؤيده»، وذلك تعقيبا على القرار الصادر الجمعة الماضية عن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي المؤلف من رؤساء الدولة ومجلس الشورى والسلطة القضائية.
بدوره، قال رئيس البرلمان علي لاريجاني إن على الحكومة أن تنفذ وعودها بشأن دفع عوائد رفع أسعار البنزين إلى الفئات الاجتماعية المحرومة وغير الميسورة الحال.
وأضاف لاريجاني -خلال كلمة له في البرلمان- أن اللجنة الاقتصادية في المجلس ستشرف على عملية تطبيق هذا القرار ومنع ارتفاع أسعار البضائع والسلع الأساسية.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم رئاسة البرلمان أسد الله عباسي إن النواب يؤيدون القرار السيادي بشأن رفع أسعار البنزين، وأضاف أنه سيتم الإشراف على كيفية دفع عوائد هذا القرار للفئات الاجتماعية المحرومة، حسب تعبيره.
وقتل شرطي ومدني واحد على الأقل في التظاهرات، وتوفي إيراج جواهري متأثراً بجروحه بعد يوم من مواجهة مع مسلحين في مدينة كرمانشاه أمس، وفق ما أفاد قائد شرطة المنطقة علي أكبر جاويدان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء افيرانية الرسمية.
وأفاد جاويدان أن الشرطي «استشهد إثر مواجهة مع عدد من مثيري الشغب والعصابات»، موضحا أنه أصيب بعيار ناري بينما كان يحاول الدفاع عن مركز الشرطة الذي يعمل فيه من المهاجمين الذي حاولوا السيطرة على المبنى.
copy short url   نسخ
18/11/2019
3058